اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 359
نجد الشرّ قد ذرّ قرنه منذ لحوقه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالرفيق الأعلى، بل من قبيل دفنه، ثم راح يتزايد عاما فعاما، و حقبة بعد حقبة.. ثم نجد أن زماننا قد أصبح من أشدّ الأزمنة شرّا، إذ بلغت سائر الشرور ذروتها في أيامنا هذه، و صدق فينا القول الشريف المأثور عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم قال: إنكم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك، و سيأتي زمان من عمل بعشر ما أمر به نجا.
فهل نحن نعمل بعشر ما أمرنا به لنصبح من الناجين؟. لا.. و لكننا اخترنا طريق من لا يعمل، و قبلنا بلقلقة لسان ليس وراءها شيء.. و هاك ما وصفنا به منذ ألف و أربعمئة سنة حيث قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: )
-يأتي على الناس زمان همّهم بطونهم، و شرفهم متاعهم، و قبلتهم نساؤهم، و دينهم دراهمهم و دنانيرهم. أولئك شرّ الخلق، لا خلاق لهم عند اللّه [1] .
(إي و اللّه، إن شرفنا اليوم المتاع، و الدرهم عندنا صنم!. بل كل ما عناه هذا الحديث الشريف صنم نعبده و نضحّي من أجله!. و روي عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أيضا: )
-سيأتي على الناس زمان، يخيّر فيه الرجل بين العجز و الفجور. فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور [2] .. (و نحن لا عاجز و لا متعاجز بيننا عن إتيان الفجور.. بل العجز للجبناء عن ممارسته في شتّى ميادين الحياة.. و إليك ما هو أدهى من قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: )
-لتأمرنّ بالمعروف، و لتنهنّ عن المنكر، أو ليسلّطنّ اللّه عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم [3] . (و قد صار ذلك كذلك: فلا نأمر بذاك، و لا نهينا عن هذا، و الشرار مسلّطون علينا بما كسبت إيدينا، و ما ربّك بظلاّم للعبيد!.
ثم وعد بالمعاملة بالربا المتفشّي بيننا فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: )
-و عندها يظهر الرّبا، و يتعاملون بالرّشى، و يوضع الدّين و ترفع الدّنيا [4] .