اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 316
بأن القائم عليه السّلام يخالف تأليف القرآن الحالي-إذا صحّ سند الحديث-فيغيّر ترتيب السور و الآيات بحسب ما أنزلها اللّه تعالى، و لا يجيء بنصوص جديدة لا يعرفها المسلمون و لا تعوّدوا قراءتها بين دفّتي المصحف الشريف الذي بين أيديهم الآن.
و سيرد ما يوضح الأمر أكثر فأكثر، فقد قال الصادق عليه السّلام في الموضوع) :
-كأنّي بشيعة عليّ في أيديهم المثاني (أي القرآن الكريم) يعلّمون الناس المستأنف [1] . (أي أجزاء القرآن كما استؤنف ترتيبها بحسب النزول.. ثم قال الصادق عليه السّلام أيضا: )
-كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم القساطيط في مسجد كوفان، ثم يخرج لهم المثال المستأنف؟!!أمر جديد، على العرب شديد [2] !. (و المستأنف هو النموذج المردود إلى الأصل.. و لا بدّ أن يكون شديدا على العرب من ذوي العصبيّات القبليّة فيما لو تضمّن ذكر اسم غير أبي لهب مثلا.. و لذلك استعمل النبيّ و أهل بيته لفظة: العرب، و لم يستعملوا لفظة: المسلمين، لأن ما أنزل اللّه لا يكون شديدا على مسلم يؤمن به و برسله و كتبه.. ثم جاء عن الصادق عليه السّلام قوله الذي يكشف الزوايا الغامضة التي ضللنا حولها في الموضوع: )
-إذا قام القائم عليه السّلام قرأ كتاب اللّه عزّ و جلّ على حدّه، و أخرج المصحف الذي كتبه عليّ عليه السّلام [3] . (و قال عن ذلك المصحف الشريف: )
-أخرجه عليّ إلى الناس حين فرغ منه و كتبه، فقال لهم: هذا كتاب اللّه عزّ و جلّ كما أنزله اللّه على محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقد جمعته من اللّوحين (أي من الدّفّتين اللّتين تضمّانه من أوله إلى آخره) فقالوا: هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن، لا حاجة لنا فيه!!!فقال: أما و اللّه ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا!!!إنما كان عليّ أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه [4] .. (و قد ورد الجزء الأول من هذا الخبر عن
[1] البحار ج 52 ص 364 و الغيبة للنعماني ص 172 و بشارة الإسلام ص 234.
[2] بشارة الإسلام ص 234 و البحار ج 52 ص 318 و ص 365 و الغيبة للنعماني ص 172.