-إن عيسى، قبل يوم القيامة، ينزل إلى الدّنيا، فلا يبقى أهل ملّة، يهوديّ و لا غيره، إلاّ من آمن قبل موته. و يصليّ خلف المهديّ [2] .
قال الإمام الصّادق عليه السّلام:
-يعود القائم إلى القدس و يصلّي بالناس إماما، حتى إذا كان يوم الجمعة و أقيمت الصلاة، ينزل-يعني عيسى عليه السّلام-و معه سبعون ألفا من الملائكة، و هو بعمامة خضراء، متقلّد بسيف، على فرس، و بيده حربة، فإذا نزل إلى الأرض نادى مناد: يا معاشر المسلمين جاء الحقّ، و زهق الباطل [3] !
(و هذه الأخبار الشريفة، بنصوصها المختلفة، تبيّن لنا أشياء:
أولها: أن المسيح عليه السّلام ينزل من السماء بعد عبور القائم عليه السّلام بالقدس، و مغادرته لها، ثم عودته إليها بعد قتل السفيانيّ و جميع أعوانه.
و ثانيها: أن الصادق عليه السّلام-على طريقته-من بيان كل كبيرة و صغيرة لشيعته في الفترة الحرّة التي قدّر اللّه له أن يعيشها لشرح القرآن و بيان السنّة، قد بيّن هنا توقيت النزول لدى رجوع صاحب الأمر عليه السّلام إلى القدس ثانية، و أنه يكون صبيحة يوم جمعة.
و ثالثها: أنه لم يعد قول أجداده في وصف كيفيّة نزول المسيح عليه السّلام من
[2] النساء-154، و الخبر في البحار ج 53 ص 50-51 و إلزام الناصب ص 19 و ص 239 و ينابيع المودة ج 3 ص 77 و الإمام المهدي ص 38 روي عن الإمام زين العابدين عليه السّلام أيضا..