و قد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن تفسير هذه الآية، فضرب على عاتق سلمان الفارسيّ رضوان اللّه عليه، ثم قال: هذا و ذووه!. ثم قال: لو كان الدين معلّقا بالثريّا لتناوله رجال من أبناء فارس [2] !. قالها و أبناء فارس يومئذ مجوس يعبدون النار!. فتأمل و استعمل بصيرتك بقول هذا النبيّ الكريم الذي عرّفه ربّه مستقبل أهل فارس و إيمان أهل فارس، فقال ما قال متحدّيا نار المجوس، و متحدّيا مجوس أمّته و منكري عظمته و المرتدّين عن دينه، يجبه الكلّ بمثل هذا الحديث من أعلام نبوّته!!!
(ثم قال وصيّه عليه السّلام: ) -إن أهل الكهف كلهم أعجام، و لا يتكلمون إلاّ بالعربية [3] . (أي يوم خروج المهديّ عليه السّلام و لا تستعجل في العجب، فإن جميع الصالحين يبعثون يوم القيامة و هم يتكلمون بالعربية لأنها لغة أهل الجنّة، يلهمهم اللّه تعالى إياها إلهاما فتستمرّ عليها ألسنتهم بفصاحة ليس لها نظير كما هو المرويّ عندنا في الأخبار.. و قد جاء في أخبار المهديّ عليه السّلام أنه: )
-يسلّم عليهم، فيحييهم اللّه عزّ و جلّ، ثم يرجعون إلى رقدتهم إلى يوم القيامة [4] . (و ذلك عند مروره بكهفهم قرب عكّا أثناء فتوحاته، يفعل ذلك إيذانا من اللّه تعالى بأنّه المهديّ، و معجزة ينعكس اثرها على اليهود الذين يكونون يومئذ لا يزالون في سواحل فلسطين الغربية.. ثم قال أمير المؤمنين عليه السّلام في إكمال تصوير الأنصار: )
-ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النّصل (و القين: الحدّاد) تجلى بالتنزيل (أي بالقرآن) بصائرهم، و يرمى بالتفسير في مسامعهم، و يغبقون كأس الحكمة بعد
[1] المائدة-54، و الخبر في منتخب الأثر ص 475 و ينابيع المودة ج 3 ص 77.
[3] منتخب الأثر ص 485 و أنهم يكونون وزراء المهديّ عليه السّلام.
[4] منتخب الأثر ص 165 و إلزام الناصب ص 177 بمعناه. و في الإرشاد ص 344: و قيل إنهم يبايعونه هم و خمسة عشر من قوم موسى عليه السّلام الذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون.
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 216