: لقد تطلبت حركات التحرير و الفتح العربية الإسلامية إنشاء مدن يتخذها العرب قواعد عسكرية يقومون منها بحملاتهم العسكرية و فتوحاتهم، ثم أصبحت هذه المدن فيما بعد مراكز إدارية رئيسة للأقاليم، و قد سكنتها القبائل العربية منذ إنشائها، فأصبح تنظيمها الاجتماعي يقوم على أساس النظام القبلي.
إن وجود الأمراء و كبار الموظفين و الأغنياء في هذه المدن، و توزيع العطاء على مقاتلتها أدى إلى ارتفاع القوة الشرائية لعدد كبير من سكانها، و ارتفاع مستوى معيشتهم، مما أدى إلى زيادة طلبهم على المواد الاستهلاكية الضرورية منها و الكمالية، فشجع ذلك عددا من الناس على الاشتغال بالتجارة و الصناعة لسد حاجة هؤلاء. كما أن الموقع التجاري لبعض هذه المدن، و تشجيع الدولة للتجارة، و خصوبة الأراضي الزراعية المحيطة بها، كل ذلك أدى لأن تصبح هذه المدن مراكز هامة للحياة الاقتصادية، و قد جذبت حياة المدن عددا كبيرا من الناس من مختلف