و إلى جانب ما تقدم من اللغويين و النحاة بواسط فقد ذكرت المصادر عددا آخر منهم درسوا اللغة و النحو و الأدب بواسط و بغداد، و درّسوا بواسط و تخرج بهم جماعة [1].
يتبين مما تقدم أن واسط كانت قد تأخرت عن البصرة و الكوفة و بغداد في عنايتها باللغة و النحو و ذلك لعدم ظهور اللحن و تحريف الكلمات فيها كما حدث في البصرة و الكوفة- على الأرجح- و منذ النصف الأول من القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي سكن بواسط الأتراك و الديلم فظهر اللحن، فأصبحت هناك ضرورة لتدريس العربية و وضع قواعد اللغة و النحو، فظهر نحاة أخذوا من آراء المدرسة البصرية و ذلك لأن أوائل النحاة كانوا قد تتلمذوا ببغداد على علماء كانوا يدعون إلى الآراء البصرية و ينتصرون لها. و قد ظل النحو بواسط يدرّس على طريقة البصريين طيلة العصر العباسي.
هذا و قد أنجبت هذه المدينة عددا من علماء اللغة و النحو درّسوا بواسط، و قد اشتهر البعض منهم فشد الناس الرحال إليهم للقراءة عليهم، و قد صنف هؤلاء النحاة عددا من كتب اللغة و النحو إلا أنها لم تصل إلينا.
ب- الشعر:
إن كتب الأدب العربي لا تشير إلى وجود شعراء بواسط قبل فترة دراستنا و هنا نتساءل أين شعراء واسط في هذه الفترة؟
من الطبيعي أن يكون هناك شعراء بواسط، و ربما وصل شعر البعض منهم من حيث الدرجة الفنية إلى المستوى الذي كان عليه الشعر في البصرة