الأموي و ذلك لأن أهل السواد سكنوا واسط في أواخر هذا العصر كما تشير المصادر [1]، إلا أن عددهم- على ما يبدو- كان قليلا لأن واسط كانت محاطة بسور و لا تستوعب عددا كبيرا من السكان للسكن فيها إلى جانب سكانها الأصليين. و أغلب الظن أن هؤلاء كانوا قد تعلموا اللغة العربية قبل أن يسكنوا بواسط و ذلك لحاجتهم إليها لمعرفة الدين الجديد و لأنها لغة الدولة و الثقافة. أما الموالي بواسط فالظاهر أنهم كانوا قد تعلموا اللغة العربية و أتقنوها فقد أشارت المصادر إلى أن عددا كبيرا منهم كان من كبار المحدثين بواسط [2].
أما العامل الثاني، فإننا نجد في هذه الفترة إشارات إلى القراء و المحدثين، فقد شهد المسجد الجامع بواسط حلقات قراءة القرآن الكريم منذ إنشائها، كما كان الاهتمام بالحديث أهم ما يميز الحركة الفكرية في هذه المدينة [3] كما نجد إشارات إلى الكتاب و المؤدبين الذين كانوا يعلمون الصبيان إضافة إلى القراءة و الكتابة و القرآن الكريم و الأحاديث و مبادىء العربية عن طريق دراسة الشعر و الأدب، و ذلك للحفاظ على تلاوة القرآن الكريم و سلامة لغته و الحديث الشريف [4].
و أغلب الظن أن هؤلاء القراء و المحدثين و الكتّاب و المؤدبين كانوا يجعلون قراءات القرآن الكريم و الأحاديث مصادر مهمة يستندون إليها في معرفة القواعد النحوية. هذا و قد رحل البعض منهم إلى بغداد و سمعوا
[1] تاريخ واسط، 46. انظر: واسط في العصر الأموي، 158.
[2] انظر: بحشل، تاريخ واسط، 86، 89، 101، 119، 120، 127. ابن سعد، الطبقات، ج 7، ق 2، 59- 63. ابن حبان، مشاهير علماء الأمصار، 176- 178. الخطيب، تاريخ بغداد، 12/ 247، 13/ 264، 460، 14/ 85، 337.