في هذه المدينة ثم رحلوا في طلبه إلى شتى أنحاء العالم الإسلامي، و حدث بعضهم هناك.
هذا و قد اشتهر عدد من محدثي هذه المدينة فرحل إليهم عدد من طلاب الحديث من بلدان كثيرة فسمعوا الحديث عليهم و كتبوا عنهم، و حصلوا على إجازاتهم و رووا عنهم، كما كتب البعض منهم بالإجازات إلى علماء لم يروهم و ذلك بناء على طلب هؤلاء العلماء.
غير أن ما ورد عن التأليف في علم الحديث في هذه الفترة كان قليلا و ذلك لاعتماد محدثي واسط على ما دوّن في هذه المدينة و غيرها من المدن في الفترات السابقة.
ج- الفقه:
لقد ظهر بواسط في هذه الفترة عدد من كبار الفقهاء الذين كانوا من كبار المحدثين أيضا، كانت الغالبية العظمى منهم من أتباع المذهب الشافعي، و قد أشارت المصادر إلى وجود عدد قليل من أتباع المذهب الحنفي [1]، و المذهب المالكي [2]، غير أننا لم نجد أية إشارة إلى وجود فقهاء من مذاهب أخرى.
و من المرجح أن سبب كون الغالبية العظمى من فقهاء هذه المدينة من أتباع المذهب الشافعي هو أن البويهيين عندما حكموا العراق حاولوا القضاء على الخلافة العباسية [3] فلما شعروا أن للخلفاء العباسيين نفوذا دينيا في أوساط الناس اتبعوا سياسة قائمة على تأييد المذهب الشيعي و ذلك
[1] سؤالات السلفي، 33، 53، 67. ابن الدبيثي، ذيل (مخطوطة) ج 2، ق 2، ورقة 161، 162، ورقة 77 (كيمبرج). المنذري، التكملة، 3/ 255. الذهبي، تاريخ الإسلام، م 18، ق 1، 195 (المطبوع) القرشي، الجواهر المضيئة، 1/ 328.