السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي [1] غير أنه من المرجح أن نشوء المدارس في هذه المدينة يعود إلى ما قبل هذا التاريخ، فقد ذكر السبكي أن وزير السلاجقة نظام الملك الطوسي (ت 486 ه/ 1093 م) قام بإنشاء مدارس في أبرز مدن العراق و فارس «و يقال إن له في كل مدينة بالعراق و خراسان مدرسة» [2].
إن هذا النص يساعد على الاستنتاج بأن نظام الملك- في الغالب- أقام أحد مدارسه بمدينة واسط التي كانت آنذاك مركزا لإدارة إحدى ولايات العراق المهمة [3].
و بما أن هدف نظام الملك الرئيسي من تأسيسه لمدارسه هو نشر المذهب الشافعي و مقاومة الدعوات المخالفة، فقد ظهرت بواسط و منطقتها منذ بداية القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي جماعة من الشيعة الإمامية و الزيدية و المعتزلة و الإسماعيلية (الباطنية) [4] أسهمت في الحركة الفكرية، فكان منهم القراء و المحدثون و المفسرون و الأدباء و الشعراء و النحويون [5]