الواسطي، و ذلك لقوة النفوذ الديني من جهة، و لأن الدين كان أهم منظم للحياة الاجتماعية آنذاك من جهة أخرى.
و لكن إلى جانب هؤلاء نجد أن الغالبية العظمى من الفقهاء و العلماء و القراء و المحدثين كانوا ينتمون إلى بيوتات و صفت بالفضل و التقدم و الرئاسة [1]. كما تولى بعضهم منصب القضاء [2]، و كان البعض منهم من الشهود المعتدلين في هذه المدينة [3].
أما أدباء واسط و شعراؤها فقد اتصل عدد قليل منهم بالخلفاء و كبار الموظفين ببغداد، و قد أشارت المصادر إلى أن هؤلاء كانوا قد أقاموا ببغداد [4]. أما ولاة واسط و كبار الموظفين فيها فلم نجد ما يشير إلى أن هؤلاء كانوا قد أحاطوا أنفسهم بحاشية أدبية كبيرة [5]، مما أدى إلى أن تبقى موارد معظم الأدباء و الشعراء بواسط قليلة أو متوسطة [6].
يتبين مما تقدم أن الغالبية العظمى من هذه الفئات كانت مواردها متوسطة بين موارد فئات الخاصة أصحاب الثروات الكبيرة و موارد فئات
[1] انظر: سؤالات السلفي، 43، 44، 47، 56، 57. ذيل (مخطوطة) ج 1، ق 1، ورقة 112، ج 2، ق 1، ورقة 165، ورقة 152 (كيمبرج). الأصبهاني، خريدة القصر، ج 4، م 1، 369. ابن خلكان، و فيات الأعيان، 3/ 481. تلخيص مجمع الآداب، 5/ 276 (حرف الميم)، 5/ 282 (حرف الكاف). السيوطي، بغية الوعاة، 1/ 221.