ب- ذكرنا سابقا أن أسواق واسط كانت كبيرة تمتد من دار الإمارة الذي كان يقع في وسط المدينة إلى شاطىء دجلة [1]. و قد كانت هذه الأسواق مركزا مهمّا للتجارة الداخلية [2].
ج- وجود الولاة و كبار الموظفين و قادة الجند و بعض الأمراء البويهيين و وزرائهم، و بما أن هؤلاء هم من أصحاب الثروات الكبيرة كما ذكرنا، فلا بدّ أنهم كانوا بحاجة إلى استهلاك البضائع الكمالية و خاصة المنسوجات الحريرية و العطور و الأحجار الكريمة و العاج و البهارات و التوابل، فحاول التجار جلب هذه البضائع من أماكن إنتاجها في سبيل الحصول على الأرباح الطائلة.
4- الأشراف: و مع أننا بحثنا التنظيم الاجتماعي للسكان على أساس ثروة الأشخاص إلا أنه لا بدّ من الإشارة هنا إلى الأشراف بواسط الذين كانت أعدادهم- على ما يبدو- كبيرة، فقد أشارت المصادر إلى أنهم كانوا ينتظمون في نقابتين، هما: نقابة العباسيين، و نقابة الطالبيين [3]، و قد كان هؤلاء أعلى طبقة اجتماعية في العراق بسبب قرابتهم من الخلفاء العباسيين و نسبهم القرشي، و كانوا يتسلمون رواتب من الدولة [4]. و قد تولى بعضهم وظائف ببغداد [5]، إلا أننا لم نجد ما يشير إلى أن هؤلاء كانوا قد تقلدوا وظائف بواسط عد النقابة و الخطابة [6]. و قد برز منهم فقهاء و قرّاء و محدثين و علماء [7] ...