لقد سكنت هذه الطائفة في منطقة واسط [1] و لم نجد في المصادر المتيسرة لدينا ما يشير إلى أنهم سكنوا في منطقة أخرى من العراق طيلة فترة دراستنا، و قد هاجر هؤلاء إلى هذه المنطقة من مدينة حران و كانوا قبل ذلك في فلسطين [2].
و قد سكن الصابئة هذه المنطقة قبل الفتح العربي الإسلامي، فقد جاء في إحدى كتبهم [3] أن وفدا منهم قد ذهب لمقابلة القائد العربي و عرض عليه أمرهم، فأقرهم القائد على دينهم فأكسبهم ذلك التسامح الديني كأصحاب كتاب و بقوا بين المسلمين يؤدون الجزية [4].
و يبدو أن سبب إقامتهم في هذه المنطقة يعود إلى ما في ديانتهم من فريضة الاغتسال و التغطيس في المياه الجارية [5] حتى أطلق عليهم بعض المؤرخون العرب اسم «المغتسلة» [6] و أطلق عليهم البعض الآخر اسم «الصابئة البطائحية» [7].
[1] أبو يوسف، الخراج، 123، 124. معجم البلدان، 4/ 53. ابن سعيد المغربي، بسط الأرض، 92. المسعودي، التنبيه و الأشراف، 161. مروج الذهب، 1/ 223. الحوادث الجامعة، 69، 70.
[2] دراور، الصابئة المندائيون، المقدمة، 13، 14 نقلا عن كتاب «حران كويثا» و هو أحد كتب الصابئة.