و المدارس [1] و قد كونت هذه المؤسسات مظهرا بارزا من مظاهر الحياة الجتماعية و الثقافية في منطقة واسط، إلى جانب كونها مؤسسات دينية [2].
و عندما فتح العرب المسلمون العراق تمتع النصارى في هذه المنطقة بقسط وافر من الحرية و التسامح الديني، و كان من مظاهر التسامح الديني تجاههم هو السماح لهم بتشييد و تجديد عدد من الأديرة و الكنائس و المدارس [3]. فأدى ذلك إلى ازدهار المسيحية في هذه المنطقة [4].
و يظهر أن أسقفية واسط [5] كانت قد احتفظت بأهميتها طيلة العصر العباسي، فقد ذكرت المصادر أنه في حالة وفاة الجاثليق ببغداد كانت القوانين الكنسية تنص على أن أسقف واسط هو الذي يتولى نظارة الكرسي إلى حين انتخاب جاثليق جديد [6]، و كان هو الذي يستدعي المطارنة لعقد
[1] عن هذه المؤسسات انظر: يشو عدناح، الديورة في مملكتي الفرس و العرب، 58، 61، 74، 79، 101. الكلداني، ذخيرة الأذهان، 1/ 50، 56، 92، 187، 256، 257، 271، 275. أدي شير، تاريخ كلدو و آشور، 2/ 262، 264، 282. أخبار فطاركة كرسي المشرق، 5، 7، 28.
رفائيل بابو إسحاق، مدارس العراق قبل الإسلام، 96- 102. المعاضيدي، واسط في العصر الأموي، 66، 67.fiey ,po .cit .,p .751 ,361 . يقول ياقوت: «الدير بيت يعبد فيه الرهبان، و لا يكاد يكون في المصر الأعظم إنما يكون في الصحارى و رؤوس الجبال، فإن كان في المصر كانت كنيسة أو بيعة. معجم البلدان، 2/ 495.
[2] رفائيل بابو إسحاق، مدارس العراق قبل الإسلام، 96- 102.