انحدر فخر الدين بن أمسينا الواسطي لإصلاح الحال و تسكين الفتنة [1].
كما جاء ما يشير إلى وجود مؤيدين للإسماعيلية في منطقة واسط أيضا [2]، و لعل قرب منطقة واسط من المشرق موطن الإسماعيلية [3] و بعدهم عن السلطة ببغداد لانتشارهم في البطائح هو الذي شجع دعاة هذا المذهب إلى قصد هذه المنطقة و بث دعوتهم فيها.
أما علاقة المسلمين بغيرهم من أهل الأديان الأخرى فيبدو أنها كانت حسنة، فإننا لم نجد ما يشير إلى وقوع مصادمات بينهم سوى إشارة واحدة جاءت عند ابن الجوزي، فقد روى أنه في سنة 437 ه/ 1045 م توفي أحد النصارى فسار في جنازته جماعة من الأتراك، فثار بعض العامة و رموا الجنازة بدجلة و ساروا إلى دير واسط و نهبوه، و قد دافع الأتراك عن الدير و لكن دون جدوى [4]. و لعل ما قام به العامة هو احتجاج على مسيرة الأتراك مع الجنازة و ليس على النصارى.
أما مهن المسلمين بواسط فيظهر من ثنايا البحث أنه كان منهم كبار الموظفين و الجند، كما احترف بعضهم التجارة و الصيرفة و الصناعة و الزراعة و التعليم في المؤسسات التعليمية المختلفة.
[3] لقد استطاع داعي الدعاة المؤيد في الدين هبة اللّه الشيرازي (ت 470 ه/ 1077 م) أن ينشر الدعوة الإسماعيلية في بلاد فارس و العراق. سيرة المؤيد في الدين داعي الدعاة، 43. و في سنة 425 ه أرسل الخليفة الظاهر الفاطمي بعض دعاته إلى العراق لنشر الدعوة الفاطمية فاستجاب لدعوته الناس. المقريزي، الخطط، 1/ 355.
[4] ابن الجوزي، المنتظم، 8/ 128. العيني، عقد الجمان (مخطوطة) ق 1، ج 20، ورقة 40.