أما أماكنهم من المدينة فالراجح أنهم ظلوا في خططهم القديمة في الجانب الغربي من واسط.
و من الجدير بالذكر هنا هو أن المصادر كانت قد أشارت إلى وجود عدد من القبائل العربية في العراق في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي و ما بعده [1] إلا أننا لم نجد ما يشير إلى وجود قبائل عربية استوطنت منطقة واسط في هذه الفترة، و لعل سبب ذلك هو أن نظام الأراضي في هذه المنطقة كان قائما على الإقطاع المدني و العسكري [2].
فكانت هذه القبائل تتحاشى الاصطدام مع المقطعين في هذه المنطقة [3].
ب- الفرس:
سكن الفرس بواسط منذ العصر الأموي [4] و من الممكن أن نرجع وجود هذا العنصر في هذه المدينة إلى عدة عوامل منها:
1- الانتصارات العظيمة التي سجلتها الجيوش العربية الإسلامية في المشرق بعد بناء واسط سنة 81 ه/ 700 م و التي أدت بمقاتلة هذه المدينة أن يغنموا عددا من الأسرى [5].
[1] عن القبائل العربية في العراق في هذه الفترة انظر: الإصطخري، مسالك الممالك 22. ابن الجوزي، المنتظم، 9/ 198، 245، 10/ 206، 222، 272. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 9/ 165، 170، 235، 10/ 12، 396، 447، 448، 610.
[3] يذكر ابن الأثير أنه في سنة 516 ه وجه أمير الحلة المزيدية دبيس بن صدقة جماعة من أصحابه إلى إقطاعهم بواسط فلما وصل هؤلاء منعهم أتراك واسط فأعد دبيس جيشا أسند قيادته إلى مهلهل بن أبي العسكر الكردي و أرسله إلى واسط، فدارت بين الفريقين معركة انتهت بهزيمة قوات دبيس و أسر قائدهم مهلهل. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 10/ 600. انظر: ابن الجوزي، المنتظم، 9/ 237.
[4] عبد القادر المعاضيدي، واسط في العصر الأموي، 154.
[5] عن المعارك التي خاضتها الجيوش العربية في المشرق في هذه الفترة، انظر:-