2- إن الدين الإسلامي يدعو إلى الأخوة و المساواة بين المسلمين بصرف النظر عن أصلهم أو جنسهم، فأدى ذلك إلى إيجاد روابط جديدة تربط بين معتنقيه، مما أثر على نظرة الناس الاجتماعية في هذه المدينة، و قد زخر المجتمع الواسطي بعدد من العلماء و القراء و المحدثين و الفقهاء و الزهاد و المتصوفة [1] الذين كانوا من مختلف العناصر، و قد صار هؤلاء طبقة اجتماعية كان لها أثر كبير في الحياة الاجتماعية بواسط.
3- إن العرب في هذه الفترة كان قد ضعف شأنهم و فقدوا كثيرا من امتيازاتهم [2]، كما تسلط الأتراك و البويهيون و السلاجقة، و أصبحوا هم أصحاب السيادة و النفوذ في العراق، مما أدى إلى انصراف العرب إلى الاشتغال بالتجارة و المهن الحرة [3]، و اشتغل بعضهم بالعلوم الدينية [4] و تولى قسم منهم وظائف دينية كالقضاء [5] و النقابة و الخطابة [6] و إمامة المساجد [7].
[2] لقد اعتمد الخلفاء العباسيون على عناصر غير عربية، و قد ازداد ذلك في عهد الخليفة المعتصم (218- 227 ه/ 833- 841 م) الذي استكثر من استخدام الأتراك في الجيش و الإدارة. المسعودي، مروج الذهب، 4/ 53. ابن كثير، البداية و النهاية، 10/ 297. ثم أمر والي مصر بإسقاط العرب من ديوان الجند.
المقريزي، الخطط، 1/ 94. و ربما أمر ولاة آخرون بإسقاطهم أيضا.