إن وظيفة المشرف كانت قد استحدثت بواسط في العصر السلجوقي، لأنه لم يرد ما يشير إلى وجودها قبل هذا العصر، و الراجح أن تعميم الإقطاع في هذا العصر هو الذي أدّى إلى استحداث هذه الوظيفة المالية، و كان لهذه الوظيفة ديوان يرأسه موظف يعرف بالمشرف [1]. و من خلال الإشارات التي وصلتنا عن هذا الديوان يمكن القول إن رئيس هذا الديوان كان يراقب أعمال الناظر و يشرف عليها [2]. و هذه الوظيفة أشبه ما تكون بوظيفة المدقق أو المفتش المالي في الوقت الحاضر.
و نظرا لكون وظيفة هذا الديوان هي مكملة لوظيفة الناظر فقد جمع الديوانان أحيانا لشخص واحد كما أشرنا سابقا [3]. كما نجد إشارات إلى قضاة بواسط تولوا هذا الديوان إضافة إلى منصب القضاء، فقد ذكر ابن الساعي أنه في سنة 596 ه/ 1199 م تولى أبو المحاسن عبد اللطيف بن نصر اللّه بن علي المعروف بابن الكيال الواسطي قضاء واسط و الأشراف بديوانها [4]. و يذكر ابن الدبيثي أنه في سنة 604 ه/ 1207 م أضيف إلى أبي الفضائل علي ابن يوسف بن أحمد الواسطي قاضي واسط الأشراف بأعمال واسط [5].
القضاء:
كان الخليفة العباسي في القرون الأولى هو الذي يعين قضاة واسط
[1] ابن النجار، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج 10، م 3، ورقة 146 ب.