اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 86
السلام إليهم فهم ينتظرون قدومه فظنوا حين رأوا عبيد اللّه أنه الحسين، فأخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه، و قالوا: مرحبا بك يا بن رسول اللّه قدمت خير مقدم، فرأى من تباشرهم بالحسين (عليه السلام) ما ساءه، فقال مسلم ابن عمرو لما أكثروا: تأخروا هذا الأمير عبيد اللّه بن زياد.
و سار حتى وافى القصر في الليل و معه جماعة قد التفوا به لا يشكون أنه الحسين (عليه السلام)، فأغلق النعمان بن بشير عليه و على حامته [1]، فناداه بعض من كان معه ليفتح لهم الباب، فاطلع عليه النعمان و هو يظنه الحسين (عليه السلام) فقال: أنشدك اللّه ألا تنحيت فو اللّه ما أنا بمسلم إليك أمانتي و مالي في قتالك من أرب. فجعل لا يكلمه، ثم إنه دنا و تدلى النعمان من شرف [2] فجعل يكلمه فقال:
افتح لا فتحت فقد طال ليلك. و سمعها إنسان خلفه، فنكص إلى القوم الذين اتبعوه من أهل الكوفة على أنه الحسين (عليه السلام) فقال: أي قوم ابن مرجانة و الذي لا إله غيره [3].
ففتح له النعمان فدخل و ضربوا الباب في وجوه الناس فانفضوا، و أصبح فنادى في الناس: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس فخرج إليهم فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن أمير المؤمنين ولاني مصركم و ثغركم و فيئكم و أمرني بإنصاف مظلومكم و إعطاء محرومكم و الاحسان إلى سامعكم و مطيعكم و بالشدة على مريبكم و عاصيكم، و أنا متبع فيكم أمره و منفذ فيكم عهده، و أنا لمحسنكم و مطيعكم كالوالد البر و سوطي و سيفي على من ترك أمري و خالف عهدي، فليتق
- (عليه السلام) و دخلها من جهة البادية في زي أهل الحجاز و كلما اجتاز بجماعة يسلم عليهم فيقومون له و يقولون مرحبا يا بن رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) ظنا منهم أنه الحسين (عليه السلام) «منه».