اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 83
و غسلت درن صدورها بماء سحابة مزن حين استهل برقها [فلمع]».
فلما قرأ الحسين (عليه السلام) الكتاب قال: ما لك آمنك اللّه يوم الخوف و أعزك و أرواك يوم العطش الأكبر. فلما تجهز المشار إليه للخروج إلى الحسين (عليه السلام) بلغه قتله قبل أن يسير، فجزع من انقطاعه عنه (عليه السلام).
و أما المنذر بن الجارود فإنه جاء بالكتاب و الرسول إلى عبيد اللّه بن زياد، لأن المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيسا من عبيد اللّه بن زياد، و كانت بحرية بنت المنذر زوجة لعبيد اللّه بن زياد، فأخذ عبيد اللّه بن زياد الرسول فصلبه، ثم صعد المنبر فخطب و توعد أهل البصرة على الخلاف و إثارة الارجاف، ثم بات تلك الليلة فلما أصبح استناب عليهم أخاه عثمان بن زياد و أسرع هو إلى الكوفة [1].
قال الطبري: قال هشام: قال أبو مخنف: حدثني الصقعب بن زهير عن ابي عثمان النهدي قال: كتب الحسين (عليه السلام) مع مولى لهم [2] يقال له سليمان و كتب بنسخة إلى رءوس الأخماس بالبصرة و إلى الأشراف، فكتب إلى مالك بن مسمع البكري و إلى الأحنف بن قيس و إلى المنذر بن الجارود و إلى مسعود بن عمرو و إلى قيس بن الهيثم [3] و إلى عمر بن عبيد اللّه بن معمر، فجاءت منه نسخة واحدة إلى جميع أشرافها:
«أما بعد، فإن اللّه اصطفى محمدا صلى اللّه (صلى الله عليه و آله) على خلقه و أكرمه بنبوته و اختاره لرسالته، ثم قبضه اللّه إليه و قد نصح لعباده و بلغ ما أرسل به (صلى الله عليه و آله)، و كنا أهله و أولياؤه و أوصياؤه و ورثته و أحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا و كرهنا الفرقة و أحببنا العافية و نحن نعلم أنا أحق بذلك [الحق ن] المستحق علينا ممن تولاه، و قد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب و أنا أدعوكم إلى كتاب اللّه و سنة نبيه (صلى الله عليه و آله)، فإن السنة قد أميتت و إن