قلت: إذا كان حال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد قتل عمار هكذا فكيف حال ابنه الحسين (عليه السلام) بعد قتل أخيه و ناصره العباس و قد رآه ملقى على الأرض مقطوع اليدين معفر الخدين مضرجا بالدماء مرملا بالعراء.
روي أن في غزوة أحد لما قتل حمزة (رضي الله عنه) شق بطنه و أخذ كبده و مثل به، فلما وضعت الحرب أوزارها قال رسول اللّه (صلى الله عليه و آله): من له علم بعمي حمزة؟ فقال له الحارث بن صمة: أنا أعرف موضعه. فجاء حتى وقف على حمزة فكره أن يرجع الى رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) فيخبره، فقال رسول اللّه لأمير المؤمنين: يا علي أطلب عمك. فجاء علي (عليه السلام) فوقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول اللّه (صلى الله عليه و آله)، فجاء رسول اللّه حتى وقف عليه، فلما رأى ما فعل به بكى ثم قال: اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان على ما أرى. ثم قال: لئن ظفرت لأمثلن و لأمثلن [2] فأنزل اللّه عز و جل وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ. فقال رسول اللّه (صلى الله عليه و آله): أصبر أصبر [3].
و روي أن النبي (صلى الله عليه و آله) ألقى على حمزة بردة كانت عليه فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه و إذا مدها على رجليه بدا رأسه، فمدها على رأسه