responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 596

القوم فقتل ثمانية عشر، فخرج إليه رجلان من أهل الشام فطعناه فقتل رحمة اللّه عليه.

فلما كان الليل طاف أمير المؤمنين (عليه السلام) في القتلى فوجد عمارا ملقى، فجعل رأسه على فخذه ثم بكى و أنشأ يقول:

ألا أيها الموت الذي لست تاركي‌ * * * أرحني فقد أفنيت كل خليل‌

أراك بصيرا بالذين أحبهم‌ * * * كأنك تنحو نحوهم بدليل‌ [1]

قلت: إذا كان حال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد قتل عمار هكذا فكيف حال ابنه الحسين (عليه السلام) بعد قتل أخيه و ناصره العباس و قد رآه ملقى على الأرض مقطوع اليدين معفر الخدين مضرجا بالدماء مرملا بالعراء.

روي أن في غزوة أحد لما قتل حمزة (رضي الله عنه) شق بطنه و أخذ كبده و مثل به، فلما وضعت الحرب أوزارها قال رسول اللّه (صلى الله عليه و آله): من له علم بعمي حمزة؟ فقال له الحارث بن صمة: أنا أعرف موضعه. فجاء حتى وقف على حمزة فكره أن يرجع الى رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) فيخبره، فقال رسول اللّه لأمير المؤمنين: يا علي أطلب عمك. فجاء علي (عليه السلام) فوقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول اللّه (صلى الله عليه و آله)، فجاء رسول اللّه حتى وقف عليه، فلما رأى ما فعل به بكى ثم قال: اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان على ما أرى. ثم قال: لئن ظفرت لأمثلن و لأمثلن‌ [2] فأنزل اللّه عز و جل‌ وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ‌. فقال رسول اللّه (صلى الله عليه و آله): أصبر أصبر [3].

و روي أن النبي (صلى الله عليه و آله) ألقى على حمزة بردة كانت عليه فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه و إذا مدها على رجليه بدا رأسه، فمدها على رأسه‌


[1] كفاية الأثر 120- 124 الطبع الحديث.

[2] بسبعين من قريش خ ل.

[3] البحار 20/ 62 مع اختلاف يسير.

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 596
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست