responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 595

فصل‌

روى الشيخ الأجل علي بن محمد الخزاز القمي‌ [1] عن عمار أنه كان مع رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) في بعض غزواته، فقال له النبي في بعض حديثه: يا عمار سيكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فاتبع عليا و حزبه فإنه مع الحق و الحق معه، يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي في صفين الناكثين و القاسطين ثم تقتلك الفئة الباغية. قال: قلت يا رسول اللّه أ ليس ذلك على رضا اللّه و رضاك؟ قال: نعم على رضا اللّه و رضاي، و يكون آخر زادك شربة من لبن تشربه.

فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا أخا رسول اللّه أ تأذن لي في القتال. قال: مهلا رحمك اللّه، فلما كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله، فأعاد عليه ثالثا فبكى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فنظر إليه عمار فقال: يا أمير المؤمنين إنه اليوم الذي وصف‌ [2] لي رسول اللّه (صلى الله عليه و آله)، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن بغلته و عانق عمارا و ودعه ثم قال: يا أبا اليقظان جزاك اللّه عن اللّه و عن نبيك خيرا فنعم الأخ كنت و نعم الصاحب كنت. ثم بكى (عليه السلام) و بكى عمار، ثم قال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما تبعتك إلا ببصيرة فإني سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) يقول يوم حنين: يا عمار ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فاتبع عليا و حزبه فإنه مع الحق و الحق معه، و ستقاتل بعدي الناكثين و القاسطين، فجزاك اللّه يا أمير المؤمنين عن الإسلام أفضل الجزاء فلقد أديت و أبلغت و نصحت. ثم ركب و ركب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم برز إلى القتال ثم دعا بشربة من ماء فقيل: ما معنا ماء. فقام إليه رجل من الأنصار فأسقاه شربة من لبن، فشربه ثم قال: هكذا عهد إلي رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من اللبن. ثم حمل على‌


[1] تقدم في أول الرسالة ترجمته «منه».

[2] وصفه خ ل.

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 595
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست