اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 568
يتهادون إلى القتل، و كأني أنظر إلى معسكرهم و إلى موضع رحالهم و تربتهم [1].
و رآه ابن عباس في ليلة قتل الحسين (عليه السلام) في المنام و بيده قارورة و هو يجمع فيها دماء فقال: يا رسول اللّه ما هذا؟ قال: هذا دماء الحسين و أصحابه أرفعها إلى اللّه تعالى [2].
و رأته أم سلمة أيضا شاحبا كئيبا، فقالت: ما لي أراك يا رسول اللّه شاحبا كئيبا؟ قال: ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين و أصحابه [3].
و قال ميثم [4] لجبلة المكية: اعلمي أن الحسين سيد الشهداء يوم القيامة و لأصحابه على سائر الشهداء درجة [5].
و قال كعب الأحبار [6] في كتابنا أن رجلا من ولد محمد رسول اللّه صلى اللّه
[4] ميثم التمار من خواص أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و من حواريه و قد أخذ العلم الكثير من باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه و آله) و كان يقول لابن عباس الذي هو رباني هذه الأمة سلني ما شئت من تفسير القرآن فإني قرأت على علي بن أبي طالب تنزيله و تأويله فأتى ابن عباس بأدوات و قلم و كتب ما أملى عليه ميثم التمار و كان (رحمه الله) من الزهاد و ممن يبست عليهم جلودهم من العبادة و الزهادة «منه».
[6] كعب الأحبار كان يهوديا أسلم في خلافة عمر و كان الناس يسألونه عن الملاحم التي تظهر في آخر الزمان فصار يخبرهم و أخبرهم بقتل الحسين (عليه السلام) و ما يظهر بعد شهادته.
و قال ابن أبي الحديد: إنه كان منحرفا عن علي (عليه السلام) و كان علي يقول: إنه الكذاب.
و روى شيخنا الصدوق عن ليث بن سعد قال: قلت لكعب و هو عند معاوية: كيف تجدون صفة مولد النبي (صلى الله عليه و آله)؟ و هل تجدون لعترته فضلا؟ فالتفت كعب إلى معاوية لينظر كيف هواه فأجرى اللّه عز و جل على لسانه فقال: هات يا أبا إسحاق رحمك اللّه ما عندك. فقال كعب: إني قد قرأت اثنين و سبعين كتابا كلها انزلت من السماء و قرأت صحف دانيال كلها و وجدت في كلها ذكر مولده و مولد عترته- الخ «منه».
راجع البحار 15/ 261، أمالي الصدوق 358 المجلس 88.
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 568