اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 444
أقول: قد وردت أحاديث كثيرة في أن أربعة آلاف ملك يبكون عند قبره (عليه السلام) إلى يوم القيامة [1].
و في بعضها فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، و لا يمرض إلا عادوه، و لا يموت أحد الا صلوا على جنازته و استغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم (صلوات الله عليه) [2].
و روى الشيخ ابن قولويه عن عبد الملك بن مقرن عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) قال: إذا زرتم أبا عبد اللّه (عليه السلام) فالزموا الصمت الا من خير، و إن ملائكة الليل و النهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر فتصافحهم فلا يجيبونها من شدة البكاء، فينتظرونهم حتى تزول الشمس و حتى ينور الفجر ثم يكلمونهم و يسألونهم عن أشياء من أمر السماء، فأما ما بين هذين الوقتين فإنهم لا ينطقون و لا يفترون عن البكاء و الدعاء. الحديث [3].
و روي عن حريز قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): جعلت فداك ما أقل بقاؤكم أهل البيت و أقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم.
فقال: إن لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته، فإذا انقضى ما فيها مما أمر به عرف أن أجله قد حضر و أتاه النبي (صلى الله عليه و آله) ينعي إليه نفسه و أخبره بما له عند اللّه، و أن الحسين (عليه السلام) قرأ صحيفته التي أعطيها و فسر له ما يأتي و ما يبقى و بقي منها أشياء لم تنقض فخرج إلى القتال، فكانت تلك الأمور التي بقيت أن الملائكة سألت اللّه عز و جل في نصرته فأذن لهم، فمكثت تستعد للقتال و تأهبت لذلك حتى قتل فنزلت و قتل (صلوات الله عليه)، فقالت الملائكة: يا رب أذنت لنا في الانحدار و أذنت لنا في نصرته فانحدرنا و قد قبضته. فأوحى اللّه تبارك و تعالى إليهم: ان الزموا قبته (قبره خ ل) حتى ترونه و قد خرج فانصروه و ابكوا عليه و على ما فاتكم من نصرته، و انكم (فانكم ظ) خصصتم