اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 388
فصل (في جملة من الحوادث الواقعة في طريق الشام)
اعلم أن ترتيب المنازل التي نزلوها في كل مرحلة باتوا بها أم عبروا منا غير معلوم و لا مذكور في شيء من الكتب المعتبرة، بل ليس في أكثرها كيفية مسافرة أهل البيت إلى الشام نعم وقع بعض القضايا في بعضها نحن نشير إليها في هذا الكتاب إن شاء اللّه.
قال ابن شهرآشوب في المناقب: و من مناقبه- أي الحسين (عليه السلام)- ما ظهر من المشاهد التي يقال لها مشهد الرأس من كربلاء إلى عسقلان و ما بينهما في الموصل و نصيبين و حماه و حمص و دمشق و غير ذلك [1].
أقول: يظهر من هذه العبارة أن للرأس المعظم المقدس في هذه الأماكن مشهد معروف:
أما مشهد الرأس بدمشق فهو معلوم و لا يحتاج الى البيان و أنا تشرفت بزيارته.
و أما مشهده بالموصل فهو كما في روضة الشهداء [2] ما ملخصه: أن القوم لما أرادوا أن يدخلوا الموصل أرسلوا إلى عامله أن يهيء لهم الزاد و العلوفة و أن يزين لهم البلدة، فاتفق أهل الموصل أن يهيئوا لهم ما أرادوا و أن يستدعوا منهم أن لا يدخلوا البلدة بل ينزلون خارجها و يسيرون من غير أن يدخلوا فيها فنزلوا ظاهر البلد على فرسخ منها و وضعوا الرأس الشريف على صخرة، فقطرت عليها قطرة دم من الرأس المكرم فصارت تنبع و يغلي منها الدم كل سنة في يوم عاشوراء، و كان الناس يجتمعون عندها من الأطراف و يقيمون مراسم العزاء و المآتم في كل عاشوراء، و بقي هذا إلى أيام عبد الملك بن مروان فأمر بنقل الحجر فلم ير بعد ذلك منه أثر،