أقول: و يعجبني أن أنشد في رثاء هذا المظلوم قول السيد حيدر الحلي المرحوم:
لقد مات لكن ميتة هاشمية * * * لهم عرفت تحت القنا المتقصد
لعمري لئن لم يقض فوق فراشه * * * فموت أخي الهيجاء غير موسد
و إن لم يشاهد موته غير سيفه * * * فذاك أحق الصدق في كل مشهد
و في الزيارة الطويلة التي زار بها المرتضى علم الهدى (رضي الله عنه) [2]:
«السلام على القاسم بن الحسن بن علي و رحمة اللّه و بركاته، و السلام عليك يا بن حبيب اللّه، السلام عليك يا بن ريحانة رسول اللّه، السلام عليك من حبيب لم يقض من الدنيا و طرا و لم يشف من أعداء اللّه صدرا حتى عاجله الأجل وفاته الأمل، فهنيئا لك يا حبيب حبيب رسول اللّه، ما أسعد جدك و أفخر مجدك و أحسن منقلبك» [3].
و في البحار: قال بعد مقتل القاسم: ثم خرج عبد اللّه بن الحسن (عليه السلام) الذي ذكرناه أولا و هو الأصح أنه برز بعد القاسم و هو يقول:
ان تنكروني فأنا ابن حيدره * * * ضرغام آجام و ليث قسوره
على الأعادي مثل ريح صرصره
* * *
فقتل أربعة عشر رجلا ثم قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي فاسود وجهه [4].
[3] في مدينة المعاجز: روي أن القاسم بن الحسن (عليه السلام) لما رجع إلى عمه الحسين من قتال الخوارج قال: يا عماه العطش أدركني بشربة من الماء. فصبره الحسين (عليه السلام) و أعطاه خاتمه و قال له: حطه في فمك فمصه. قال القاسم: فلما وضعته في فمي كأنه عين ماء رويت (فارتويت. المصدر) و انقلبت إلى الميدان. مدينة المعاجز: 244.