اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 246
ابن زياد في القصر فبصر به ابنه القاسم بن حبيب و هو يومئذ قد راهق فأقبل مع الفارس لا يفارقه كلما دخل القصر دخل معه و إذا خرج خرج معه، فارتاب به فقال: ما لك يا بني تتبعني. قال: لا شيء. قال: بلى يا بني أخبرني. قال له: إن هذا الرأس الذي معك رأس أبي أ فتعطينيه حتى أدفنه. قال: يا بني لا يرضى الأمير أن يدفن و أنا أريد أن يثيبني الأمير على قتله ثوابا حسنا. قال الغلام: لكن اللّه لا يثيبك على ذلك إلا أسوأ الثواب، أما و اللّه لقد قتلته خيرا منك و بكى. فمكث الغلام حتى إذا أدرك لم يكن له همة إلا اتباع أثر قاتل أبيه ليجد منه غرة فيقتله بأبيه، فلما كان زمان مصعب بن الزبير و غزا مصعب بإجميرا [1] دخل عسكر مصعب، فإذا قاتل أبيه في فسطاطه فأقبل يختلف في طلبه و التماس غرته، فدخل عليه و هو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتى برد [2].
قال الأزدي: حدثني محمد بن قيس قال: لما قتل حبيب بن مظاهر هد ذلك حسينا و قال عند ذلك: احتسب نفسي و حماة أصحابي [3].
و في بعض المقاتل قال (عليه السلام): للّه درك يا حبيب لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة.
(مقتل الحر بن يزيد (رحمه الله))
قال الراوي: فأخذ الحر يرتجز و يقول:
آليت لا أقتل حتى أقتلا * * * و لن أصاب اليوم إلا مقبلا
أضربهم بالسيف ضربا مقصلا * * * لا ناكلا عنهم و لا مهللا [4]
[1] أجميراء بضم الجيم و فتح الميم و ياء ساكنة وراء مقصورة موضع دون تكريت إلى الموصل.