اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 228
يقتل و لا يجف عرق دواب أصحابه حتى يدخلوا الجنة فيعانقوا الحور العين فمر بنا الحسن (عليه السلام) فقلنا: هو هذا؟ قال: لا، فمر بنا الحسين (عليه السلام) فقلنا:
و روى أيضا أنه قيل لأبي عبد اللّه (عليه السلام): أخبرني عن أصحاب الحسين (عليه السلام) و اقدامهم على الموت. فقال: إنهم كشف لهم الغطاء حتى رأوا منازلهم من الجنة، فكان الرجل منهم يقدم على القتل ليبادر إلى حوراء ليعانقها و إلى مكانه من الجنة [2].
قلت: و أشير إلى ذلك في الزيارة الخارجة عن الناحية الشريفة المشتملة على أسامي الشهداء: أشهد لقد كشف اللّه لكم الغطاء و مهد لكم الوطاء و أجزل لكم العطاء [3].
و عن معاني الأخبار مسندا عن أبي جعفر الثاني عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال علي بن الحسين (عليهما السلام): لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم و ارتعدت فرائصهم و وجلت قلوبهم، و كان الحسين (عليه السلام) و بعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم و تهدأ جوارحهم و تسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت. فقال لهم الحسين (عليه السلام): صبرا بني الكرام فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس و الضراء إلى الجنان الواسعة و النعيم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، و ما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن و عذاب، إن أبي حدثني عن رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) أن الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر، و الموت جسر هؤلاء إلى جنانهم و جسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبت و لا كذبت [4].