responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 176

واحد أكثر منه قط فسألت عنهم، فقيل اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحون إلى الحسين، فأنشدك اللّه إن قدرت على أن لا تقدم إليهم شبرا فافعل، فإن أردت أن تنزل بلدا يمنعك اللّه به حتى ترى رأيك و يستبين لك ما أنت صانع فسر حتى أنزلك جبلنا أجاء فهو و اللّه جبل امتنعنا به من ملوك غسان و حمير و النعمان بن المنذر و من الأحمر و الأبيض، و اللّه ما ان دخل علينا ذل قط فأسير معك حتى أنزلك ثم تبعث إلى الرجال ممن بأجأ و سلمى من طي، فو اللّه لا يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتيك طي رجالا و ركبانا، ثم أقم فينا ما بدا لك فإن هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم فو اللّه لا يوصل إليك أبدا و فيهم عين تطرف. فقال (عليه السلام) له: جزاك اللّه و قومك خيرا، إنه قد كان بيننا و بين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف و لا ندري على ما تنصرف بنا و بهم الأمور في عاقبة [1].

قال أبو مخنف: فحدثني جميل بن مرثد قال: حدثني الطرماح بن عدي قال: فودعته و قلت له: دفع اللّه عنك شر الجن و الإنس، إني قد امترت لأهلي من الكوفة ميرة و معي نفقة لهم فآتيهم فأضع ذلك فيهم ثم أقبل إليك إنشاء اللّه فإن ألحقك فو اللّه لأكونن من أنصارك. قال: فإن كنت فاعلا فعجل رحمك اللّه. قال:

فعلمت أنه مستوحش إلى الرجال حتى يسألني التعجيل. قال: فلما بلغت أهلي وضعت عندهم ما يصلحهم و أوصيت، فأخذ أهلي يقولون: انك تصنع مرتك شيئا ما كنت تصنعه قبل اليوم، فأخبرتهم بما أريد و أقبلت في طريق بني ثعل حتى إذا دنوت من عذيب الهجانات استقبلني سماعة بن بدر فنعاه إلي فرجعت‌ [2].

أقول: فظهر بهذه الرواية التي نقلها أبو جعفر الطبري عن أبي مخنف أن الطرماح بن عدي لم يحضر وقعة الطف و لم يكن في الشهداء، بل لما سمع خبر شهادة الحسين (عليه السلام) رجع إلى مكانه، فما في هذا المقتل المنسوب إلى أبي‌


[1] تاريخ الطبري 7/ 304، الكامل 4/ 50.

[2] تاريخ الطبري 7/ 304- 305.

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست