اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 121
بتخلية سبيله، فخلاه فأمر بميثم أن يصلب فأخرج، فقال له رجل لقيه: ما كان أغناك عن هذا. فتبسم و قال- و هو يومي إلى النخلة-: لها خلقت ولي غذيت.
فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو:
قد كان و اللّه يقول: إني مجاورك، فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته و رشه و تجميره، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد. فقال: ألجموه. فكان أول خلق اللّه ألجم في الإسلام، و كان قتل ميثم (رحمه الله) قبل قدوم الحسين (عليه السلام) العراق بعشرة أيام، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبر ثم انبعث في آخر النهار فمه و أنفه دما- انتهى [1].
و روي أنه اجتمع سبعة من التمارين فاتعدوا بدفن ميثم، فجاءوا إليه ليلا و الحرس يحرسونه و قد أوقدوا النار، فحالت النار بينهم و بين الحرس، فاحتملوه بخشبته حتى انتهوا به إلى فيض من ماء في مراد فدفنوه فيه و رموا الخشبة في مراد في الخراب، فلما أصبحوا بعث الخيل فلم تجد شيئا [2].
أقول: و ممن ينتهي نسبه إلى ميثم التمار أبو الحسن الميثمي علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار، و كان من متكلمي علماء الإمامية في عصر المأمون و المعتصم، و له مناظرات مع الملاحدة و مع المخالفين، و كان معاصرا لأبي الهذيل العلاف شيخ معتزلة البصريين [3].
حكي شيخنا المفيد «ره» قال: سأل علي بن ميثم أبا الهذيل العلاف فقال له: أ لست تعلم أن إبليس ينهى عن الخير كله و يأمر بالشر كله؟ قال: بلى. قال:
فيجوز أن يأمر بالشر كله و هو لا يعرفه و ينهى عن الخير كله و هو لا يعرفه؟ قال: لا.
فقال له أبو الحسن: قد ثبت أن إبليس يعلم الشر كله و الخير كله. قال أبو الهذيل:
أجل. قال: فأخبرني عن إمامك الذي تأتم به بعد الرسول (صلى الله عليه و آله) هل يعلم الخير كله و الشر كله؟ قال: لا. قال له: فإبليس أعلم من إمامك إذا. فانقطع