اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 105
الاقبال حين يأتيك كتابي، فإن الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي و لا هوى. و السلام [1].
و في رواية مثير الأحزان: أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله، و إن جميع أهل الكوفة معك و قد بايعني منهم ثمانية عشر ألفا، فعجل الإقبال حين تقرأ كتابي، و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته، و حمله مع عابس بن أبي شبيب الشاكري و قيس ابن مسهر الصيداوي. انتهى [2].
و أما مسلم فإن محمد بن الأشعث قدم به القصر و دخل محمد على عبيد اللّه فأخبره الخبر و بأمانه له، فقال له عبيد اللّه: ما أنت و الأمان، ما أرسلناك لتؤمنه إنما أرسلناك لتأتينا به. فسكت محمد، و لما جلس مسلم على باب القصر رأى جرة فيها ماء بارد فقال: اسقوني من هذا الماء. فقال له مسلم بن عمرو الباهلي: أ تراها ما أبردها و اللّه لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنم. فقال له ابن عقيل: من أنت؟ قال: أنا من عرف الحق إذ تركته و نصح الأمة و الإمام إذ غششته و سمع و أطاع إذ عصيته أنا مسلم بن عمرو. فقال له ابن عقيل: لأمك الثكل ما أجفاك و أفظك و أقسى قلبك و أغلظك، أنت يا بن باهلة [3] أولى بالحميم و الخلود
- فإن كذبهم صار تدبيرهم على خلاف الصواب و كانت فيه هلكتهم، أي أنه و إن كان كذابا فإنه لا يكذب أهله ..
و قد تمثل به رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) في أوان بعثته، فيروى أنه (صلى الله عليه و آله) خطب و قال: أيها الناس الرائد لا يكذب أهله و لو كنت كاذبا لما كذبتكم، و اللّه الذي لا إله إلا هو إني رسول اللّه إليكم حقا خاصة و الى الناس عامة، و اللّه لتموتون كما تنامون و لتبعثون كما تستيقظون و لتحاسبون كما تعملون و لتجزون بالاحسان إحسانا و بالسوء سوءا و الجنة أبدا و النار أبدا و إنكم أول من أنذرتهم «منه».
[3] تعبير مسلم بن عقيل عن مسلم بن عمرو الباهلي بابن باهلة تعييره بهذا النسب، فإن باهلة أم قبائل العرب و أخسها. روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال يوما: ادعو ...
و باهلة وحيا آخر قد سماهم فليأخذوا عطياتهم فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما لهم في-
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 105