و قال محمد بن أبي طالب: لما قتل مسلم منهم جماعة كثيرة و بلغ ذلك ابن زياد فأرسل إلى محمد بن الأشعث يقول: بعثناك إلى رجل واحد لتأتينا به فثلم في أصحابك ثلمة عظيمة فكيف إذا أرسلناك إلى غيره. فأرسل ابن الأشعث: أيها الأمير أ تظن أنك بعثتني إلى بقال من بقالي الكوفة أو إلى جرمقاني من جرامقة [2] الحيرة، أو لم تعلم أيها الأمير أنك بعثتني إلى أسد ضرغام و سيف حسام في كف بطل همام من آل خير الأنام. فأرسل إليه ابن زياد: أن أعطه الأمان فإنك لا تقدر عليه إلا به [3].
و نقل عن بعض كتب المناقب: أن مسلم بن عقيل كان مثل الأسد، و كان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت [4].
و قال السيد «ره»: و سمع مسلم وقع حوافر الخيل لبس درعه و ركب فرسه و جعل يحارب أصحاب عبيد اللّه حتى قتل منهم جماعة، فنادى إليه محمد بن الأشعث و قال: يا مسلم لك الأمان. فقال: و أي أمان للغدرة الفجرة. ثم أقبل يقاتلهم و يرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمي يوم القرن:
أقسمت لا أقتل إلا حرا- الأبيات.
فنادوا إليه: انك لا تكذب و لا تغر، فلم يلتفت إلى ذلك، و تكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح، فطعنه رجل من خلفه فخر إلى الأرض فأخذ أسيرا [5].