responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 61

التنصيب المباشر للإمام أمير المؤمنين عليه السّلام كانوا يعتقدون أن من يخلف المعصوم لا بدّ و أن يكون معصوما؛ و من هذا المنطلق فإنّ فترة منهجيّة التفسير المعصوم لم تنته برحيل الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم بل تدخل عهدا جديدا بعد وفاته.

و استمرّ هذا المنحى في أفكار القائلين بنظريّة الانتصاب إلى فترة إمامة الإمام الثاني عشر عجّل اللّه تعالى فرجه فمع بداية غيبته الكبرى بدأت مرحلة تفسير العلماء الدينيّين للقرآن الكريم.

إنّ ما هو مهم في هذا الرأي هو التوجّه للملاحظة التالية و هي أنّ منهجية تفسير القرآن من قبل علماء الدين هي نتاج للتعاليم الّتي أسّس لها الأئمّة المعصومون بالذات أثناء حياتهم و وصايتهم و علموها أصحابهم.

و كانت هذه التعاليم تمثّل الخطوط الرئيسية (الكلّيّات) الّتي تعصم العالم الديني عند السير وفقها من أن يفسّر برأيه كما يكون بإمكانه الحصول على معلومات جديدة.

2-إنّ المنهجية الكلّيّة الّتي كانت تنتهجها المدرسة البغدادية في علم التفسير هي المنهجيّة العقليّة، و هذه المنهجية تمثل تراثا للأئمّة المعصومين عليهم السّلام على ما نعتقده و لم تكن منحصرة بالشيعة و حسب بل كان قد انتهجها المعتزلة بواسطة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام إلاّ انّ اتّكالهم على مستنتجاتهم الفكريّة كان السبب في أن يقعوا في المهالك.

لقد كانت المدرسة البغدادية تمثّل الفكر الإماميّ الإثني عشري الّذي يتوافق مع أسّس الفرقة المذكورة و من أهمّها قبول حجّيّة حكم العقل لكن هذا لم يمنع من أن تقف المدرسة البغداديّة بوجه تلك الفرقة و كان من أبرز جوانب الخلاف بينهما البحث التفسيري.

فرغم أنّ المعتزلة لا يوجد لها اتباع اليوم و أنّ أكثر تراثها ضاع و اندثر لكن منهجيّة التفكير العقلاني لم تمت إلى يومنا هذا و ها هي الكثير من شبهاتهم تطرح حديثا، لكن بأنماط و أشكال أخرى.

اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست