responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 361

و قال: لاََ يَفْتِنَنَّكُمُ اَلشَّيْطََانُ كَمََا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ [1] يعني بوسوسته و خديعته.

و قال عزّ و جلّ: أَنْ لاََ تَعْبُدُوا اَلشَّيْطََانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) `وَ أَنِ اُعْبُدُونِي هََذََا صِرََاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) `وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) [2] فأخبر أنّ الشيطان أضلّهم عن الحقّ.

و قال: إِنَّ اَلشَّيْطََانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ اَلشَّيْطََانَ كََانَ لِلْإِنْسََانِ عَدُوًّا مُبِيناً [3] و قال تعالى: وَ قََالَ اَلشَّيْطََانُ لَمََّا قُضِيَ اَلْأَمْرُ إِنَّ اَللََّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ اَلْحَقِّ وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ مََا كََانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطََانٍ إِلاََّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاََ تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ [4] و لم يقل فلا تلوموني و لوموا ربّكم، لأنّه أفسدني و أفسدكم، و كفّرني و كفّركم.

و لو قصدنا إلى الاخبار عمّا أضافه اللّه تعالى إلى الشيطان من معاصي العباد لكثر ذلك و طال به الكتاب.

فصل الفرق بين صنع الخالق و المخلوق و دلالة الكتاب‌

فإن قال قائل: ما الدليل على أنّ اللّه تعالى لم يفعل أفعال عباده، و أنّ فعل العبد غير فعل ربّ العالمين؟

قيل له: الدليل على ذلك من كتاب اللّه تعالى، و من أخبار رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و من إجماع الامّة، و من حجج العقول:

فأمّا ما يدلّ على ذلك من كتاب اللّه فقوله سبحانه و تعالى: صُنْعَ اَللََّهِ اَلَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ [5] فلما لم يكن الكفر بمتقن و لا بمحكم علمنا أنّه ليس من صنعه.


[1] سورة الأعراف، الآية: 27.

[2] سورة يس، الآيات: 60-62.

[3] سورة الإسراء، الآية: 53.

[4] سورة إبراهيم، الآية: 22.


[5] سورة النمل، الآية: 88.

اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست