responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 27

فلقد كان الكثير ممّن عاشوا في هكذا بيئة و تعرفوا على علماء بغداد الكبار لكنّهم لم يسعوا للاستفادة من هؤلاء العلماء و ما أكثر أولئك الّذين كانوا ينتسبون إلى عوائل كبيرة لكنّهم اكتفوا بنسبهم و لم يجدّوا في طلب العلم؛ فما هو مؤثّر في مسير نموّ و ازدهار إنسان ما إنّما هي العناية و الرعاية الألهية بهذا الإنسان، فإذا ما تهيأ الإنسان فإنّ جميع الاستعدادات الوراثية و الاكتسابية تبدأ بالازدهار.

لقد نال السيّد المرتضى هذه العناية الإلهية و قد شمله لطف اللّه و عنايته و صار كما هو؛ قال ابن ابي الحديد: حدّثني فخّار بن معد العلوي الموسوي رحمه اللّه قال: رأى المفيد أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان الفقيه الإمامي في منامه كأنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليهما دخلت عليه و هو في مسجده بالكرخ و معها ولداها الحسن و الحسين عليهما السّلام صغيرين فسلمتها إليه و قالت له علّمهما الفقه فانتبه متعجّبا من ذلك فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة الّتي رأى فيها الرؤيا دخلت إلى المسجد فاطمة بنت الناصر و حولها جواريها و بين يديها إبناها محمّد الرضي و عليّ المرتضى صغيرين فقام إليها و سلّم عليها فقالت له: أيّها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلّمهما الفقه فبكى أبو عبد اللّه و قصّ عليها المنام و تولّى تعليمهما الفقه و أنعم اللّه عليهما و فتح لهما من أبواب العلوم و الفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا و هو باق ما بقي الدهر [1] .

الفصل الثاني‌

لقد ذكرنا سابقا أنّ معرفة أي مدرسة علميّة لعالم ما و كذا دوافعه الفكريّة يتطلّب مجالا واسعا؛ و بما أنّ هذا ليس ما نرومه في بحثنا هذا لذلك لم يكن سعينا البحث في آراء و نظريات السيّد المرتضى بل نروم إلى بحث إجمالي في منهجيته العلمية لنحصل على إجابات على الأسئلة المطروحة.

و للحصول على تلك الإجابات ينبغي البحث في الأرضية السياسيّة


[1] شرح نهج البلاغة، 1: 41.

غ

اسم الکتاب : نفائس التأويل المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست