اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 67
ذكر معجزاته (صلّى اللّه عليه و سلّم)
قال عبد اللّه بن مسعود (رضى اللّه عنه): كنّا نعدّ الآيات بركة و أنتم تعدّونها تخويفا، كنّا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في سفر فقل الماء فقال: «اطلبوا فضلا من ماء» فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الاناء ثمّ قال: «حي على الطهور المبارك» و لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و لقد كنّا نسمع نسج الطعام و هو يؤكل[1]
. و عن أنس (رضى اللّه عنه) أنّ أهل مكّة سألوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أن يريهم آية؛ فأراهم القمر شقّتين حتّى رأوا حراء بينهما[2]
. و عن أنس أيضا أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) أتي بإناء و هو في الزوراء فوضع يده في الاناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضّأ القوم، قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة[3]
. و هذه آية و معجزة و هي أبلغ من انفجار الماء من الحجر لموسى (عليه السلام) لأنّ من طبع الحجارة أن يتفجّر منها الماء و ليس في طبع أعضاء بني آدم ذلك.
و روى جابر (رضى اللّه عنه) قال: عطش الناس يوم الحديبية و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بين يديه ركوة يتوضّأ منها فأقبل الناس نحوه فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)(عليهم السلام) «ما لكم؟» فقالوا: يا رسول اللّه ليس عندنا ما نتوضّأ به و لا نشرب إلّا ما في ركوتك، قال: فوضع النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون قال: فشربنا و توضّأنا، فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟
قال: لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنّا خمس عشرة مائة[4]
. و عن عمران بن حصين قال: سري رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في سفر هو و أصحابه فأصابهم عطش