اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 34
علاء الدين علي بن داود العطار [1] ما خصّ اللّه تعالى به نبيّنا محمّدا (صلّى اللّه عليه و سلّم) من الأشياء التي آثره بها على غيره من الأنبياء فقال: قد شرّف اللّه محمّدا (صلّى اللّه عليه و سلّم) و خصّه بأشياء، كرؤيته سبحانه ليلة المعراج على قول ابن عباس، و القرب و الدنو و المحبة و الاصطفاء و الشفاعة و الإسراء و الوحي و البراق و المعراج و الصلاة بالأنبياء (عليهم السلام) و الوسيلة و الفضيلة و الدرجة الرفيعة و المقام المحمود و البعث إلى الأحمر و الأسود، و الشهادة بين الأنبياء و الأمم المتقدّمة و سيادة ولد آدم و الخصوصية بلواء الحمد و البشارة و الندارة و المكانة عند ذي العرش و الطاعة.
ثمّ الأمانة و الهداية و رحمة للعالمين و إعطاء الرضى و السؤل و الكوثر و سماع القول و تمام النعمة و العفو عمّا تقدّم و تأخّر، و شرح الصدر و وضع الوزر و رفع الذكر و عزّة النصر و نزول السكينة و التأييد بالملائكة و إيتاء الكتاب و الحكمة و السبع المثاني و القرآن العظيم، و تزكية الأمّة و الدعاء إلى اللّه و الحكم بين الناس بما أراه اللّه، و وضع الإصر و الأغلال عن أمّته، و قسم اللّه به و إجابة دعوته و تكلّم الجمادات و العجماوات [2] و إحياء الموتى و إسماع الصم و نبع الماء من بين أصابعه و تكاثر القليل و انشقاق القمر و ردّ الشمس و قلب الأعيان و النصر بالرعب، و الاطّلاع على الغيب و ظل الغمام و تسليم الشجر و الحجر و تسبيح الحصى و إبراء الآلام و العصمة من الناس و رؤيته من خلفه كرؤيته من أمامه، و إذا مشى في الشمس لم يكن له ظلّ، و إذا مشى بين طويلين طالهم و علا عليهم و إذا ما شاه أحد من أصحابه لم يكد يلحقه، و صلاة اللّه و الملائكة عليه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فسبحان من خصّه بهذه الأشياء و رفع قدره على كافّة الأنبياء (عليهم السلام) [3].
[1]- الحافظ الزاهد علاء الدين علي بن إبراهيم بن داود بن سلمان العطار الشافعي ولد عام 654 و تفقّه على الشيخ محي الدين النووي، و ولي مشيخة دار الحديث النورية و مدرسة الغوصية بالجامع، و مرض بالفالج أزيد من عشرين سنة، و كان يحمل في محفة و درس و أفتى و صنّف كتبا كثيرة و أشياء مفيدة ترجم له ابن كثير في البداية: 14/ 117 و ابن العماد في الشذرات: 6/ 63 توفي سنة 724.