. و في رواية: كتاب اللّه هو حبل اللّه من اتّبعه كان على الهدى، و من تركه كان على الضلالة[2]
. قوله (صلّى اللّه عليه و سلّم): «و أنا تارك فيكم ثقلين»
، سمّاهما ثقلين، لأنّ الأخذ بهما و العمل بهما و المحافظة على رعايتهما ثقيل، و قد جعلهما ثقلين؛ لأنّ كلّ نفيس و خطير ثقل، و منه الثقلان الإنس و الجنّ، لأنّهما فضّلا بالتميّز على سائر الحيوان، و كلّ شيء له وزن و قدر يتنافس فيه فهو ثقل، و سمّاهما بذلك إعظاما لقدرهما، و فسّروا قوله تعالى: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا[3]، أن أوامر اللّه و فرائضه و نواهيه لا تؤدّى إلّا بتكلّف ما يثقل، و قيل: ثقيلا أي له وزن.
قال زيد بن أرقم (رضى اللّه عنه): أهل بيته أهله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده: آل علي و آل عقيل و آل جعفر و آل عبّاس[4]
. و عن أبي سعيد الخدري (رضى اللّه عنه) قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: «يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما أخذتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه ممدود بين السماء و الأرض، و عترتي أهل بيتي، ألا و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض غريب»[5]
. و عن جابر (رضى اللّه عنه) قال: رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في حجّته يوم عرفة، و هو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: «يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا، كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي»[6]
. و عن زيد بن أرقم أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين: «أنا حرب
[1]- صحيح مسلم: 4/ 1873/ ح 36، و سنن البيهقي: 10/ 114.