اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 273
ذكر خروج الحسين إلى العراق و قتله هناك
روى الشعبي (رحمه الله) قال: بلغ ابن عمر (رضى اللّه عنه) و هو في عين له، أو في ماله، أن الحسين بن علي (رضى اللّه عنه) يريد العراق فركب ابن عمر بغلة له حتّى أتاه فقال له: يا ابن بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أين تريد؟
قال: أريد العراق، قال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) خيّر بين الدنيا و الآخرة فاختار الآخرة، و إنّه لن ينالها أحد منكم فارجع، فأبى فأعتنقه و قال له: أستودعك اللّه من مقتول و السّلام[1]
. و روى جعفر بن سليمان قال: حدّثني يزيد الركسي قال: حدّثني من شافه الحسين (رضى اللّه عنه) بهذا الكلام قال: حججت فأخذت ناحية من الطريق أتعسف الطريق، فدفعت إلى أبنية و أخبية، فأتيت أدناها فسطاطا فقلت: لمن هذه الأخبية؟
فقالوا: للحسين بن علي فقلت، ابن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)؟
قالوا: نعم، قلت: في أيّها هو؟ فأشاروا إلى فسطاط، فأتيت الفسطاط فإذا هو قاعد عند عمود الفسطاط، و إذا بين يديه كتب كثيرة يقرأها، فسلّمت عليه فقلت: بأبي أنت و أمّي ما أجلسك في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس و لا منفعة؟
قال: إنّ هؤلاء (يعني السلطان) أخافوني، و هذه كتب أهل الكوفة إليّ و هم قاتلي، فإذا فعلوا ذلك لم يتركوا للّه حرمة إلّا انتهكوها، فيسلّط اللّه عليهم من يذلّهم، حتى يتركهم أذلّ من قرم الأمة، قال جعفر: فسألت الأصمعي عن ذلك فقال: هي خرقة الحيض التي تلقيها النساء، و قد فعل اللّه ذلك بأهل الكوفة حين خذلوا الحسين (رضى اللّه عنه) و أسلموه حتّى قتل، فسلّط اللّه عليهم الحجّاج فأذلهم و أهانهم[2]
. و قال علي بن الحسين (عليهما السلام): ما نزل الحسين منزلا حين خرج من مكّة إلى كوفة إلّا و هو
[1]- دلائل النبوة للبيهقي: 6/ 470، و أخرجه أبو حاتم كما في ذخائر العقبى: 150.
[2]- ترجمة الإمام الحسين من الطبقات الكبرى: 64/ 290.
اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 273