اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 213
و ما بينهما آيات تدلّ عليك، و شواهد تشهد لك بما ادّعيت، كلّ يؤدّي عنك حجّة، و يشهد بالربوبيّة موسومة بآثار قدرتك، و معالم تدبيرك الذي تجليت به لخلقك، فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من الوحشة منك، مع معرفتك شاهدة لك بأنّك لا تحدّك الصفات و لا يدركك الأوهام، و إن حط المتفكّر فيك الإقرار لك بالوحدانية، و أعوذ بك أن أظلّ أو أزلّ أو أسير بروح أو بدن إلى غيرك[1]
. و عن حمّاد بن إبراهيم أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) جمع الدنيا و الآخرة في خمس كلمات كان يقول: اللّهمّ إنّي أسألك من الدنيا و ما فيها ما أسدّد به لساني، و أحصن به فرجي، و أؤدي به أمانتي، و أصل به رحمي، و اتجر به لآخرتي[2].
و كان (رضى اللّه عنه) يقول: كونوا في الناس كالنحلة ليس من الطير شيء إلّا و هو يستضعفها، و لو علم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا لها ذلك، خالطوا الناس بألسنتكم و أجسادكم، و باينوهم بقلوبكم و أعمالكم، فإنّ لكلّ امرئ ما اكتسب و هو يوم القيامة مع من أحبّ[3]
. و عن داود بن أبي عمرة قال: قال علي (رضى اللّه عنه): خمس خذوهنّ عنّي: لا يخافنّ أحد منكم إلّا ذنبه، و لا يرجون إلّا ربّه، و لا يستحي من لا يعلم أن يتعلّم، و لا يستحي من يعلم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: اللّه أعلم، إنّ الصبر و الإيمان، بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب البصر ذهب الإيمان و إذا ذهب الرأس ذهب الجسد، و في رواية: إنّ الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا فارق الجسد فسد الجسد، و إذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور.
ثمّ قال: أ لا أدلّكم على الفقيه حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة اللّه، و لم يرخص لهم في معاصي اللّه، و لم يؤمنهم مكر اللّه، و لا يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه، و في رواية:
و لا تتركوا العارفين الموحّدين الجنّة، و لا تتركوا العاصين المذنبين النار، حتّى يكون الربّ تبارك و تعالى هو الذي يقضي بينهم، و لا تأمنن خير هذه الأمّة من عذاب اللّه تعالى، فإنّ اللّه يقول: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ[4].
[1]- شرح النهج لابن أبي الحديد: 20/ 255، و فيه: أن أشير بقلب أو لسان أو يد إلى غيرك.