هذا، و أشار إلى لحيته و رأسه‌ [1]

. و عن عثمان بن المغيرة قال: لمّا دخل شهر رمضان كان علي في تلك الليالي ليلة عند الحسن و ليلة عند الحسين (عليهما السلام) و ليلة عند ابن عبّاس‌ [2] لا يزيد على ثلاث لقم، فقيل له في ذلك فقال: يأتين أمر اللّه و أنا أخمص إنّما هي ليلة أو ليلتان، فأصيب (رضى اللّه عنه) في تلك الليالي من الليل‌ [3] و في سحر ذلك اليوم الذي أصيب فيه تمثّل (رضى اللّه عنه) بهذين البيتين:

أشدد حيازيمك للموت‌ * * * فإنّ الموت لاقيكا

و لا تجزع من الموت‌ * * * و إن حلّ بواديكا [4]

ثمّ خرج فضربه ابن ملجم صبيحة إحدى و عشرين من رمضان يوم الجمعة، و مات يوم الأحد لثلاث و عشرين منه سنة أربعين، و دفن بالكوفة، قاله حريث بن المحسن‌ [5].

و قال الواقدي: قتل ليلة سبع عشرة من رمضان ليلة الجمعة و مات لإحدى و عشرين،

و قيل: مات من يومه و دفن بالكوفة ليلا و عمّي دفنه، و قيل: دفن بقصر الإمارة و قيل: برحبة الكوفة و قيل: دفن في قبلة المسجد ممّا يلي المحراب‌

. و قيل: إنّ الحسن (عليه السلام) نقله إلى المدينة و دفنه في البقيع عند أمّه‌

، و قيل: إنّه حمله على بعير يريد المدينة فضلّ البعير منهم في أثناء الطريق فوجدوه قوم من الأعراب فظنّوا أنّه مال‌

[1]- كنز العمال: 13/ 194/ ح 36580، و مناقب آل أبي طالب: 3/ 93.

[2]- الصحيح: عبد اللّه بن جعفر.

[3]- ابن الأثير في الكامل: 3/ 195.

[4]- ذكرهما أكثر المؤرّخين غير أنّ سبط ابن الجوزي زاد عليهما بيتا آخر و هو:

فإنّ الدرع و البيضة * * * يوم الروع تكفينا

و الأبيات لأحيحة الأنصاري كما ذهب إليه المبرّد في كامله، و سبط ابن الجوزي في تذكرته، و لم يكن هناك من نسبها إلى الإمام (عليه السلام) غير السيّد الأمين في أعيان الشيعة: 1/ 642 و زاد عليها أربعة أبيات، و نسبها إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و هي:

و لا تغتر بالدهر * * * و إن كان يواتيكا

كما أضحكك الدهر * * * كذلك الدهر يبكيكا

فقد اعرف أقواما * * * و إن كانوا صعاليكا

مساريع إلى النجدة * * * للغي متاريكا

[5]- فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/ 557/ ح 939، و مناقب الخوارزمي: 492/ 411.