اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 127
فوجد رداءه قد سقط عن ظهره فجعل النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) يمسح التراب عن ظهره و يقول: «اجلس يا أبا تراب اجلس يا أبا تراب»، قال عمّار (رضى اللّه عنه): فكان ذلك أحبّ كناه إليه[1]
. و روى الترمذي بسنده إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد أنّ بعض الامراء[2]قال له: ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟
قال: أما ما ذكرت ثلاثة قالهنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فلن أسبّه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم، سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول لعليّ و خلّفه في بعض مغازيه فقال:
يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان؟
فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ[3]بعدي»، و سمعته يقول يوم خيبر: «لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله» فتطاولنا لها فقال: ادعو لي عليّا فأتاه و هو أرمد فبصق في عينيه و دفع الراية إليه ففتح اللّه على يديه و أنزلت هذه الآية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ[4]فدعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين (رضي الله عنهم) و قال: «اللّهمّ هؤلاء أهلي»[5]
. و روى علي بن طلحة مولى بني أميّة قال: حجّ معاوية و معه معاوية بن خديج، و كان من أسبّ الناس لعليّ بن أبي طالب (رضى اللّه عنه)، فمرّ بالمدينة و الحسن بن عليّ (عليهما السلام) جالس فقيل له: هذا معاوية بن خديج السابّ لعلي فقال: عليّ بالرجل فأتاه.
فقال له الحسن: أنت معاوية بن خديج؟ قال: نعم، قال: أنت السابّ لعليّ [عند ابن آكلة الأكباد]؟ فكأنه استحيا.
فقال له الحسن: أما و اللّه لئن وردت عليه الحوض- و ما أراك ترده- لتجدنّه مشمّر الأزار
[1]- صحيح البخاري: 4/ 208، و صحيح ابن حبان: 15/ 368، و صحيح مسلم: 7/ 124، و تاريخ ابن كثير: 7/ 339، عن أحمد و مسلم و الترمذي، و الإصابة: 2/ 509 قال: أخرجه الترمذي بسند قوي، و صحيح الترمذي: 13/ 171، و نور الأبصار: 57.
[2]- في سنن الترمذي و صحيح مسلم: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ...