responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظام الحكومة النبوية المؤلف : الكتاني، عبد الحي    الجزء : 1  صفحة : 175

نقلوا هذا النبي الأمي من داره إلى دارهم،- يعني: الأنصار- فاووه و منعوه، و إن هذا الدين الذي أنت عليه ليس بدين آبائك، و لكنك ملكت الشام و جاورت بها الروم، و لو جاورت كسرى دنت بدين الفرس لملك العراق، و قد أقر بهذا النبي الأمي من أهل دينك من إن فضلناه عليك لم يغضبك، و إن فضلناك عليه لم يضرك، فإن أسلمت أطاعتك الشام و هابتك الروم، و إن لم يفعلوا كانت لهم الدنيا و لك الآخرة، و كنت قد استبدلت المساجد بالبيع، و الأذان بالناقوس، و القبلة بالصليب. و كان ما عند اللّه خير و أبقى.

و فيه أيضا أن المهاجر بن أبي أمية، لما قدم على الحارث بن عبد كلال قال له: يا حارث، إنك كنت أوّل من عرض عليه المصطفى نفسه، فخطأت عنه، و أنت أعظم الملوك قدرا، فإذا نظرت في غلبة الملوك فانظر في غالب الملوك، و إذا سرّك يومك فخف غدك، و قد كان قبلك ملوك ذهبت آثارها و بقيت أخبارها، عاشوا طويلا و أمّلوا بعيدا، و تزودوا قليلا. منهم من أدركه الموت، و منهم من أكلته النقم، و أنا أدعوك إلى الرب الذي إن أردت الهدى لم يمنعك، و إن أرادك لم يمنعه منك أحد و أدعوك إلى النبي الأمي الذي ليس شي‌ء أحسن مما يأمر به، و لا أقبح مما ينهى عنه، و اعلم أن لك ربا يميت الحي و يحيي الميت، و يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور.

و مما قاله دحية في قدومه على قيصر:

ألا هل أتاها على نابها * * * فإني قدمت على قيصر

فقدرته بصلاة المسيح‌ * * * و كانت من الجواهر الأحمر

و تدبير ربك أمر السما * * * ء و الأرض فأغضى و لم ينكر

و قلت تقر ببشري المسي * * * ح فقال: سأنظر، قلت: انظر

فكاد يقرّ بأمر الرسو * * * ل، فمال إلى البدل الأعور

فشك و جاشت له نفسه‌ * * * و جاشت نفوس بني الأصفر

على وضعه بيديه الكتا * * * ب على الرأس و العين و المنخر

فأصبح قيصر من أمره‌ * * * بمنزلة الفرس الأشقر

يريد بالفرس الأشقر مثلا للعرب فيمن يتردد عن الشي‌ء، لا يريد ما يرجح فيه انظر ص 355 من الجزء الثاني من الروض.

و في ص 359 من الجزء السادس من صبح الأعشى من غريب ما يروى، ما ذكره ابن عبد الحكم، أن النبي (صلى الله عليه و سلم) لما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب مصر، و بلغه كتاب النبي (صلى الله عليه و سلم) قال له: ما منعه أن يدعو عليّ فيسلط علي؟ قاله له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أبي عليه أن يفعل و يفعل. فوجم ساعة ثم استعادها فأعادها عليه حاطب، فسكت.

و يروى أنه حين سأله عن أمر النبي (صلى الله عليه و سلم) في حروب قومه و ذكر له أن الحرب تكون‌

اسم الکتاب : نظام الحكومة النبوية المؤلف : الكتاني، عبد الحي    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست