اسم الکتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) المؤلف : الآصفي، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 73
منهج البحث وإطاره .
فإنّ ( الأنا ) هو مصدر ( العجب ) في حياة الإنسان ، ولا محالة بكون علاج العجب بعلاج الأنا ، و( الأنا ) ـ كما ذكرنا ـ أحد مصدري الخطر والسقوط والفساد في حياة الإنسان .
فلنتأمل إذن في ( الأنا ) ونترك البحث عن الهوى إلى الموضع المناسب إن شاء الله .
العجب و( الأنا ) :
مصدر العُجب ( الأنا ) ، ولا محالة يكون علاج العُجب في علاج ( الأنا ) . إذن ، المسألة الأساسية في المرض والعلاج هو ( الأنا ) .
فلنتأمّل إذن في ( الأنا ) .
للأنا حالتان :
في الحالة الأولى : يتمحور الأنا حول نفسه ، ويستقطب كل جهد صاحبه وحركته ، وكل حبّه وبغضه ، وكل مشاعره واهتماماته .
وفي الحالة الثانية : تكون مرضاة الله هي المحور لكلّ حركة الإنسان ونشاطه واهتمامه ، ( قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِِ رَبّ الْعَالَمِينَ ) ، في الحالة الأولى يسقط الإنسان ، وفي الحالة الثانية يعرج الإنسان .
ومرض العُجب بعض أعراض الحالة الأولى ، وعلاج هذا المرض وسائر الأمراض الناشئة من مركزية ( الأنا ) في الحالة الثانية ، فإذا فك الإنسان ارتباطه من ( الأنا ) وربط نفسه بمحور الله تعالى وذكْره ، ورضاه ، يخلص من العُجب كما يتخلّص من كل الأعراض والأمراض الكثيرة الأخرى التي تنشأ من حالة محورية الأنا .
وهذه الحالة من الاستكبار ومحورية ( الأنا ) هو الذي منع إبليس ـ لعنه الله ـ من الاستجابة لأمر الله تعالى في السجود لآدم : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) .
اسم الکتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) المؤلف : الآصفي، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 73