في بداية الأمر يبتليهم الله ليتضرَّعوا إليه تعالى ؛ وليهتدوا ، وليأخذوا بأسباب الهداية والنجاة ، وهذه هي مرحلة (الابتلاء) و( التمحيص ) : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيّ إِلاّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضّرّاءِ لَعَلّهُمْ يَضّرّعُونَ ) .
فإذا اهتدوا ، واستقاموا على الطريق ، فتح الله عليهم بركات من السماء والأرض : ( وَلَوْ أَنّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السّماءِ وَالأَرْضِ ) ، وهذه هي مرحلة الهداية والنعمة .
وإن رفضوا الهداية ، وتمرّدوا فإنّ الله تعالى يبدّلهم مكان الشدّة الرخاء ، ومكان البأساء والضرّاء النعماء ، حتّى يكثروا وحتّى ينسوا الله تعالى : ( ثُمّ بَدّلْنَا مَكَانَ السّيّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسّ آبَاءَنَا الضّرّاءُ وَالسّرّاءُ ) .