responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون    الجزء : 2  صفحة : 133

أما السيد المقرّم فقد أورد في مقتله مصرع العباس (عليه السلام) بإسهاب، ص 334، و هذا نصّه:

قال العباس (عليه السلام): قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين و أريد أن آخذ ثأري منهم. فأمره الحسين (عليه السلام) أن يطلب الماء للأطفال، فذهب العباس (عليه السلام) إلى القوم و وعظهم و حذّرهم غضب الجبار فلم ينفع، فنادى بصوت عال: يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول اللّه، قد قتلتم أصحابه و أهل بيته، و هؤلاء عياله و أولاده عطاشى فاسقوهم من الماء، فقد أحرق الظمأ قلوبهم، و هو مع ذلك يقول:

دعوني أذهب إلى الروم أو الهند و أخلّي لكم الحجاز و العراق. فأثّر كلام العباس (عليه السلام) في نفوس القوم حتى بكى بعضهم. و لكن الشمر صاح بأعلى صوته:

يابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء و هو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة، إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد.

ثم إنه ركب جواده و أخذ القربة، فأحاط به أربعة آلاف و رموه بالنبال، فلم ترعه كثرتهم و أخذ يطرد أولئك الجماهير وحده، و لواء الحمد يرفرف على رأسه، فلم تثبت له الرجال، و نزل إلى الفرات مطمئنا غير مبال بذلك الجمع. و لما اغترف من الماء ليشرب تذكّر عطش أخيه الحسين (عليه السلام) و من معه، فرمى الماء و قال:

يا نفس من بعد الحسين هوني‌ * * * و بعده لا كنت أن تكوني‌

هذا الحسين وارد المنون‌ * * * و تشربين بارد المعين‌

تالله ما هذا فعال ديني‌ [1] * * * و لا فعال صادق اليقين‌

ثم ملأ القربة و ركب جواده و توجّه نحو المخيم فقطع عليه الطريق، و جعل يضرب حتى أكثر القتل فيهم و كشفهم عن الطريق و هو يقول:

لا أرهب الموت إذا الموت رقى‌ [2] * * * حتى أوارى في المصاليت لقى‌ [3]


[1] مقتل الحسين للمقرّم، ص 336 نقلا عن (رياض المصائب) ص 313 للسيد محمّد مهدي الموسوي. (2) إذا الموت رقى: أي صعد، كناية عن الكثرة أو القرب أو الإشراف. (و في رواية) زقا: أي صاح. (3) المصاليت: جمع مصلات، و هو الرجل الشجاع. لقى: مطروحا.

اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون    الجزء : 2  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست