اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 240
نيته و ورعه و زهادته و اني فتشت داره فلم اجد فيها غير المصاحف و كتب العلم و ان اهل المدينة خافوا عليه فاكرمه المتوكل و احسن اجازته و روى الناس عنه من اجوبة المسائل في الفقه و غيره من انواع العلوم الشيء الكثير و من اخباره مع المتوكل ما روى ابن خلكان في (الوفيات) انه «سعي بالامام الهادي الى المتوكل بان في منزله سلاحا و كتبا من شيعته اهل قم، و انه يطلب الامر لنفسه و انه عازم على الوثوب، فبعث اليه جماعة من الاتراك فهجموا عليه داره ليلا فوجدوه على الارض و عليه مدرعة صوف و هو جالس على الرمل مستقبل القبلة يقرأ القرآن و يترنم بآيات من الوعد و الوعيد و ليس بينه و بين الارض بساط الا الرمل فحمل على حاله الى المتوكل و المتوكل في مجلس الشراب فدخل عليه و الكاس في يد المتوكل فلما رآه هابه و عظمه و اجلسه الى جانبه و ناوله الكاس التي كانت في يده فقال و اللّه ما يخامر لحمي و دمي قط، فأعفني فاعفاه، ثم قال له انشدني شعرا فقال اني قليل الرواية للشعر فقال لا بد، فانشده:
باتوا على قلل الاجبال تحرسهم # غلب الرجال فلم تنفعهم القلل
و استنزلوا بعد عز من معاقلهم # و اودعوا حفرا يا بئسما نزلوا
ناداهم صارخ من بعدما رحلوا # اين الاسرة و التيجان و الحلل؟
اين الوجوه التي كانت محجبة # من دونها تضرب الاستار و الكلل؟
فافصح القبر عنهم حين سايلهم # تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قال فبكى المتوكل حتى بلّت لحيته دموع عينيه و بكى الحاضرون و صرفه معظما مكرما»
من اقواله و حكمه
من جمع لك وده و رأيه فاجمع له طاعتك
اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 240