responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 226

له من بعدهم ما عظمت به النعمة، و شملت فيه العافية و نقض اللّه بذلك مكر اهل الشقاق و العداوة، و السعي في الفرقة، و التربص للفتنة و لم يزل امير المؤمنين منذ أفضت اليه الخلافة فاختبر بشاعة مذاقها، و ثقل محملها، و شدة مؤونتها، و ما يجب على من تقلدها من ارتباط طاعة اللّه و مراقبته فيما حمله منها، فانصب بدنه، و اسهر عينه، و اطال فكره فيما فيه عز الدين، و قمع المشركين، و صلاح الامة، و نشر العدل، و اقامة الكتاب و السنة، و منعه ذلك من الخفض و الدعة، و مهنأ العيش علما بما اللّه سائله عنه، و محبة ان يلقى اللّه مناصحا له في دينه و عباده، و مختارا لولاية عهده و رعاية الامة من بعده افضل ما يقدر عليه في ورعه، و دينه و علمه، و ارجأهم للقيام في امر اللّه و حقه، مناجيا له تعالى بالاستخارة في ذلك، و مسألته الهامة ما فيه رضاه و طاعته في آناء ليله و نهاره، معملا-في طلبه و التماسه في اهل بيته من ولد عبد اللّه بن العباس و علي بن ابي طالب-فكره و نظره، مقتصرا مما علم حاله و مذهبه منهم على علمه، و بالغا في المسألة عمن خفي عليه امره جهده و طاقته، حتى استقصى امورهم معرفة، و ابتلى اخبارهم مشاهدة، و استبرى احوالهم معاينة، و كشف ما عندهم مسألة، فكانت خبرته بعد استخارته للّه، و اجهاده نفسه في قضاء حقه في عباده و بلاده في البيتين جميعا: علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب، لما رأى من فضله البارع، و علمه الناصع، و ورعه الظاهر، و زهده الخالص، و تخليه من الدنيا و تسلمه من الناس، و قد استبان له ما لم تزل الاخبار عليه متواطية، و الالسن عليه متفقة، و الكلمة فيه جامعة، و لما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا، و ناشيا، و حدثا، و مكتهلا، فعقد له بالعقد، و الخلافة من بعده، واثقا بخيرة اللّه في ذلك، اذ علم اللّه انه فعله ايثارا له و للدين، و نظرا للاسلام و المسلمين، و طلبا للسلامة و ثبات الحق و النجاة في اليوم الذي يقوم‌

اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست