اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 187
و تستعبد الاسماع كقوله: الناس عبيد الدنيا، و الدين لعق على السنتهم، يحوطونه ما درت معايشهم، فاذا محصوا بالبلاء قل الديّانون.
و قد اوتي ملكة الخطابة من طلاقة لسان، و حسن بيان، و غنة صوت، و جمال ايماء، و قد استخرج (العقّاد) امثلة لذلك منها قوله:
و من كلام الحسين المرتجل قوله في توديع ابي ذر و قد اخرجه عثمان من المدينة بعد ان اخرجه معاوية من الشام «يا عماه، ان اللّه قادر ان يغير ما قد ترى و اللّه كل يوم في شأن، و قد منعك القوم دنياهم و منعتهم دينك، و ما اغناك عما منعوك، و احوجهم الى ما منعتهم، فاسأل اللّه الصبر و النصر، و استعذ به من الجشع و الجزع، فان الصبر من الدين و الكرم، و ان الجشع لا يقدم رزقا، و الجزع لا يؤخر اجلا» .
و كان عمره هنا كما جاء في (ابو الشهداء) ثلاثين سنة فيقول العقاد:
فكأنما اودع هذه الكلمات شعار حياته كاملة منذ ادرك الدنيا الى ان فارقها في مصرع كربلاء.
و رويت الغرائب في اختبار حذقه بالفقه و اللغة، كما رويت امثال هذه الغرائب في امتحان قدرة ابيه عليهما السلام، و لخبرته بالكلام، و شهرته بالفصاحة، كان الشعراء يرتادونه و بهم من الطمع في اصغائه اكبر من طمعهم في اعطائه، و من اقواله عليه السلام:
صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فاكرم وجهك عن رده.
ان اجود الناس من اعطى من لا يرجو، و إنّ أعفى الناس من عفا عن قدرة، و انّ أوصل الناس من وصل من قطعه.
الحلم زينة، و الوفاء مروءة، و الصلة نعمة، و الاستكبار صلف، و العجلة
اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 187