responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 68

أجاب بالحق قيل له: نم نومة العروس، وإلاّ فتح له باب إلى قبره يكون معذباً إلى يوم القيامة[1] .

وعن البراء بن عازب، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: يأتيه ملكان يجلسانه، ثم ذكر أنهما يسألانه، فأن أجاب بحق، فتح له باب إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، وإلاّ يفتح له باب إلى النار، فيأتيه من حرّها وسمومها. الى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالة على أنهم في قبورهم يتلذذون و يتألمون، وهذا من توابع الحياة ولوازمها.

وكيف كان فقد بلغت هذه الأخبار فوق التواتر، وبعد عموم قدرة الفاعل المختار، لا بعد ولا غرابة في مداليلها.

وما دلّ من الكتاب والسنة على أنّ الأحياء يكون عند النفخ في (الصور)، فقد بيّنا أنّ المراد: إمّا الحياة على النحو المعهود من تلك الأشخاص الخاصة بعينها، أو يراد أنّه يوم البروز والظهور على عيون الأشهاد.

وإذا تبيّن بهذه الأخبار المتواترة، أنهم يسمعون ويعقلون ويعرفون من يخاطبهم، صحّ لنا أن نخاطبهم مخاطبة الأحياء فنلتمس دعاءهم، ونقسم عليهم بالأقسام في أن يكونوا شفعاء لنا في الدنيا وفي يوم القيام، لأنّ الشفاعة أظهر فرديها أنها دعاء خاص، واختصاص الخواص بها باعتبار قبولها.

فلو قال قائل لنبي، أو وصي، أو عبد صالح: إشفع لي، أو إدع لي، أو أغثني، أو أعنّي (أي بدعائك)، أو قال: إقض لي حاجتي، أو إرزقني مالاً، وأدفع الضرر عني، ونحو ذلك ولا يريد سوى التوسط بالدعاء وسؤال الله، لم يكن عليه شيء.

وقد وقع كثير من ذلك في كلام الصحابة والتابعين، بل ربّما كان هذا التعبير أولى، لدلالته على قرب منزلة العبد عند مولاه واحترامه، فتكون شهادة له بنبوته، وقرب منزلته.

وليس على من قال للعبد المقرب، أو إلى الخادم المقرب: إقض حاجتي، (بمعنى إسع لي في قضاءها عند مولاك)، بأس، بل هو أنسب في التواضع الى المولى.

وأما من قال مثل ذلك معتقداً أنّ الأنبياء والأوصياء بأيديهم الأمر أصالةً، يفعلون ما يشاؤون، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.


[1] سنن الترمذي (كتاب الجنائز)، باب 70 ـ ما جاء في عذاب القبر حديث 1071.

اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست