responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 40

الأبتداع[1] .

ثم (العبادة) تختلف بأختلاف النيّات، فمن قصد حقيقة العبادة إختراعاً وابتداعاً، ومخالفة لأمر الله سبحانه كان كافراً، سواء قصد القرب إلى الله زلفى أو لا، بل هذا في الحقيقة عين العناد والشقاق بعد نهي الأنبياء والرسل.

كما قال قوم (شعيب) له: (يا شعيب أصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء)[2] .

وقال الصدّيق: (يا صاحبي السّجن أأرباب متفرّقون خير أم الله الواحد القهّار، ما تعبدون من دونه إلا أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم)[3] .

وحكى الله عن قوم نوح وعاد وثمود أنّهم ردّوا أيديهم في أفواههم، وقالوا: (إنّا كفرنا بما ارسلتم به وإنا لفي شكّ ممّا تدعوننا إليه مريب)[4] الى غير ذلك من الآيات الدالة على ردّهم على الأنبياء، وبنائهم على الأختراع والأبتداع.

وفي الأحتجاج: في حديث طويل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أقبل في مشركي العرب، فقال لهم: وأنتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله؟ فقالوا: نتقرب بها الى الله زلفى، فقال: أو هي سامعة مطيعة عابدة لربها حتى تتقرّبوا بها إلى الله؟ قالوا: لا، قال: أفأنتم نحتموها بأيديكم؟ فقالوا: نعم، قال: فلئن تعبدكم هي أحرى من أن تعبدوها، إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العالم بمصالحكم، وعواقبكم، والحكيم فيما يكلّفكم[5] .

فإذا كان الله قد نهى على لسان أنبيائه عن عبادة الأصنام والصالحين من الأنام، على نحو عبادة الصلاة والصيام، ففعلهم بعد ذلك رد لكلام العليم العلام.

وكشف الحيققة: إنّ العبادة إن أريد بها مجرد الأمتثال والطاعة، كانت الزوجة، والأمة، والعبد، والخادم، والأجير، ونحوهم، عابدين لغير الله.

وإن أريد الأمتثال والأنقياد للعظيم في ذاته، المستوجب للطاعة، لا بواسطة أمر غيره،


[1] في المطبوع: للفرق بين الأمر والاتباع، والقول بمجرد الأختراع والأبتداع.

[2] القرآن الكريم: 11/87 (سورة هود).

[3] القرآن الكريم: 12/39 ـ 40 (سورة يوسف).

[4] القرآن الكريم: 14/9 (سورة إبراهيم).

[5] أوردها أحمد بن علي الطبرسي (من علماء القرن الخامس الهجري) في كتاب الاحتجاج: 1/26.

اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست